لا أجد مبرراً للأصوات التي سخرت وقللت من الانتصار المستحق للمنتخب السعودي على نظيره التايلاندي بالثلاثية، والتي ردت الروح للشارع الرياضي بكامله، ضمن مواجهات الجولة الرابعة من الدور قبل النهائي للتصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014، معتبرين أن فرحتنا تحمل في طياتها نوعاً من المبالغة، وهو الأمر الذي يحق لنا أن نفرح ونتغنى بنجوم الأخضر، الذين أعادوا لنا بريق الكرة السعودية، التي عانت خلال الفترة الماضية من عدة مواجع كانت كفيلة من أن تحرمها من البقاء كما كانت كبيرة للقارة الآسيوية. أتفق معهم بأن طموحنا ليس الفوز على الفيل التايلاندي، ولا تجاوز الشقيق العماني، ولأن التاريخ وحده هو من يضع الأخضر ضمن فرق المقدمة في القارة الكبرى، حيث إن فرحة الانتصار لم تكن لمجرد حصولنا على النقاط الثلاث، وإنما لكونها امتزجت مع الخروج من عنق الزجاجة، وعودة اللعب الجماعي للمجموعة بكاملها، ذلك اللعب الذي افتقدناه طويلاً، والأهم تجديد المنافسة على الوجود في التصفيات النهائية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم في البرازيل 2014.
بعد نهاية تلك المواجهة اختلفت تطلعاتنا بعد أن استعدنا توازننا من جديد، وأصبحت الكرة في ملعب اللاعبين أنفسهم والجماهير السعودية، التي يجب أن تكون في الموعد غداً الثلاثاء، وأن تكون الداعم الأول للأخضر.
ولكن يجب أن ننظر إلى حسابات المجموعة، حيث إن فرصة جميع المنتخبات ما زالت متاحة للتأهل للدور النهائي، وهذا ما سيجعل مواجهتي الثلاثاء تحدد ملامح المنتخبين المتأهلين. ففوز منتخبنا على عمان، وخسارة تايلاند من أستراليا يحسمان الأمر ويعلنان تأهل الأخضر والكنغر الأسترالي للمرحلة النهائية، وفي حال فوزنا وتعثر الأسترالي بالتعادل، فإن الأخضر سيدخل تحدياً جديداً، وهو المنافسة على خطف بطاقة المجموعة كمتصدر لها، شريطة أن يكسر أنف الكنغر في عقر داره في الجولة الأخيرة من هذه المجموعة..