أبلى المنتخب الأبيض الإماراتي بلاء حسنا في مشاركته الآسيوية، بعد خروجه من الدور نصف النهائي أمام المستضيف الكنغر الأسترالي، فقد كان سفير الخليج فنيا وتكتيكيا وانضباطا، ومعه المنتخب العراقي في الروح والقتالية عطفا على الظروف الصعبة التي يعاني منها عراق اليوم. لكنني أسأل.. هل وجود الكنغر الأسترالي في آسيا نعمة أم نقمة لمنتخبات الخليج؟! أسأل لأن البعض اعتبر وجود الوافد الجديد بقرار الاتحاد الآسيوي السابق نعمة؛ لما سيضيفه هذا الأصفر فنيا وماديا ودعائيا لأكبر قارات العالم، وهو بذلك نعمة لتحفيز منتخبات الخليج على التطور، في حين يرى البعض وجوده نقمة؛ لأخذه مقعدا شبه دائم من منتخبات الخليج لنهائيات كأس العالم، ودخوله على خط البطولات في أمم آسيا. وأنا هنا لن أميل مع طرف ضد آخر، ولكنني أعرف وتعرفون أن الكنغر ليس من ضمن خارطة آسيا، لا قبل الاستعمار ولا بعده، وهي الدولة التي دخلت آسيا من باب الرياضة وليس السياسة، وهذه حقيقة لا يختلف عليها. الكرة الأسترالية تحظى بمميزات لا تتمتع بها الكرة الخليجية، ولا حتى وسط وشرق وغرب القارة، فهي لصيقة بالكرة الإنجليزية، وتنهل من مياهها العذبة احترافيا، واحتكاكا وممارسة، وهذه الميزة تنفرد بها بحكم موقعها الجغرافي والطبيعة الاجتماعية لها، من خلال قناة الثقافة المشتركة وحتى القرب الجغرافي، وكلها عوامل تلعب لصالحها مهما تطورت منتخبات الخليج. ما أريد الوصول إليه، أن الفرص غير متكافئة ما بين الكنغر والمنتخبات الآسيوية الأخرى، لذلك فإن المنطق الكروي والجغرافي يؤكدان أن قرار استمرارها في القارة الصفراء ظلم كبير لباقي المنتخبات، بل اعتبره تواجد غير شرعي. لسنا ضد التطور، ولكننا ضد عدم تكافؤ الفرص، والحقيقة أن ما يحدث حاليا هو نوع من الفوضى الكروية التي لن تقدم منتخباتنا الخليجية ولن تقدم حتى الكرة الاسترالية التي تستفيد من منتخبات أوروبية، وتفرغ ما في جعبتها في المنتخبات الآسيوية. المطالبة بإبعاد الكنغر من آسيا حق مشروع جغرافيا وكرويا، فمن يترجل لفتح هذا الملف الشائك؟!