استنكر مثقفون عبر حساباتهم ما أسموه ب«شيزوفرينيا المثقفين»، بعد أن فوجئ الوسط الثقافي برحيل «الشيوعي الأخير» صالح المنصور أخيراً، منتقدين التسلق على أكتاف الراحلين، والمضي قدماً في ادّعاء الصداقة، كأنهم يكررون مقولة الدكتور علي شريعتي «مات جاري أمس من الجوع، وفي عزائه ذبحوا كل الخراف». من جهتها، قالت الناقدة الدكتورة ميساء خواجه إن «صالح المنصور كان عرضةً للتندر والتجاهل، هل كان يتصور أن موته سيصير حدثاً يتناقله مثقفون بأسى؟»، فيما اكتفى الشاعر طلال الطويرقي بوصفهم متهكماً ب«شيزوفرينيا مثقفينا العظماء». وذهب الكاتب سلمان السليماني إلى أن «أشباه المثقفين يتراقصون على جثة صالح المنصور، ويستعرضون أقلامهم العفنة.. مات الرجل نسأل الله أن يرحمه، والمنافقون لا عزاء لهم، لم يتذكروه في حياته لو بكلمة، وعندما دهسته سيارة مسرعة، أسرعوا ليلمعوا صورهم المشوهة في جنازته». ولفت الشاعر سعود الصاعدي إلى أنهم ينعون الشيوعية فيه خارج الإنسان، لا ينعونه هو (صالح المنصور)، وربما حنين لثقافة الموضة الممهورة بلافتة العامة: «يعننّي»، ويعارضه الكاتب المسرحي فهد ردة بقوله «لا أعتقد أنهم كانوا ينعون الشيوعية بقدر ما كانوا يستعرضون أنفسهم، لقد أصبح فجأة صديقاً للكل وعددت مناقبه وهو نفسه من كانوا يسخرون منه في حياته، للمثقفين في بلادي حالات يشكو منها العجب ذاته». وقد شيع جثمان الراحل عدد من محبيه في مدينة الرياض أمس.