في كل يوم وطني نستعيد أجمل الأغاني التي أُلفت لهذا اليوم العظيم، ونشدو بها في كل محفل ولقاء. وعند حديثنا عن القصائد الوطنية، تتصدر أذهاننا أغنية (وطني الحبيب) للراحل طلال مداح، والتي ألفها الشاعر الدكتور مصطفى بليلة، وهذا ما يجعل التساؤل حاضرًا دائمًا.. ما أسباب غياب القصائد الشعرية عن الأغنية الوطنية، «عكاظ» التقت بالعديد من الشعراء. بداية أشار الأديب والشاعر عيد الحجيلي بقوله إلى أنه «لم تغبْ القصائد الوطنية، ولن تغيب؛ فالوطنية قيمة يتشوّف إليها المبدعون، ويتحلّقون حول معناها، وقد يختلفون من حيث الرؤية الفنية، وزاوية النظر إليها ولكنهم متفقون أنها موضوع كتابة إبداعية ما بقيتْ الأوطان، وما بقي الإنسان. فالغائب بناءً على ذلك هو الاختيار الجيد للنصوص الإبداعية». من جانبها، قالت الشاعرة والإعلامية ابتسام المبارك «إن الأغنية الوطنية الشعرية كلماتها منظومة وسهلة في المضمون، عميقة في المعنى يؤديها فنان متمكن، تؤدى إما جماعيًا أو لمنشد واحد ويصحبها موسيقى وأحيانًا دون موسيقى ولها صور عدة، كالنشيد والأوبريت الاستعراضي والمسرحي». وعن الأغنية الوطنية في الوقت الحاضر تقول المبارك «أصبح هناك تدن في مستوى الأغنية الوطنية إذ غلبت الشيلات المبتذلة على ذائقة المستمع وأصبح الخلط مشهوداً ويزداد كل يوم، ما إن تتدخل وزارة الثقافة والإعلام بالتصريح للأغاني الوطنية وإجازتها عن طريق لجان متخصصة في التحكيم، وأكثر أسباب تدني الأغنية الوطنية في الوقت الحالي سرعة التنفيذ من المؤلف والملحن، وبالتالي يتم سلقها في حنجرة من يؤديها وهذا يجعلها تموت سريعًا وتنسى مع الزمن عكس الماضي، إذ كان للأغنية الوطنية ثقل والدليل استمرارها لاعتبارها ضرورة ثقافية وحضارية وتخليدا لبعض الأحداث التاريخية المهمة». من جهتها، قالت الشاعرة والفنانة التشكيلية وهبة العطار «إن الغياب قد يعود إلى قلة الاهتمام وربما غيابه في بعض المدارس ويتضمن ذلك التدريب على المقدرة الارتجالية في الشعر والتشجيع والتحفيز وتنمية المواهب في هذا الجانب بالتحديد».