جمعت مدينة الطائف النقيضين، فالجزء الغربي منها يغص ببساتين الهدا والشفاء حيث مزارع الورد والفواكه التي تصدر الروائح الزكية الفواحة والثمار لأنحاء العالم، بينما يربض في الجزء الشرقي منها الطمر الصحي، الذي ينفث الروائح الكريهة والغازات والدخان والأبخرة السامة، مشكلة سحبا سوداء على الأحياء القريبة منها مثل النسيم، السحيلي، القمرية، والصناعية. وسقطت مدينة الورد ضحية لتجاذب بيئي يكاد يتغلب فيه القبيح على الجميل، فيما لم تحرك الجهات المتخصصة ساكنا نحو حماية الطائف من الاعتداء الذي شوه جمالها منذ عقود، برغم الشكاوى المتكررة التي يتقدم بها الأهالي لإنقاذهم. وشكا سعد البراق من التجاوزات التي تقع بكثرة في الجزء الشرقي من المدينة حيث ينتشر الطمر الصحي، وتتزايد الحرائق التي يفتعلها البعض، خصوصا من مخالفي أنظمة العمل والإقامة، وتنبعث منها الروائح الكريهة فضلا عن الغازات والأبخرة السامة التي نشرت الأمراض بين السكان منذ سنين عدة، مشيرا إلى أن المشكلة تتفاقم دون أي تدخل من الجهات المتخصصة، خصوصا أمانة الطائف. وطالب البراق بضرورة وضع حد لمعاناتهم، بإزالة المردم سريعا ومحاسبة كل من يحاول إعادته، حفاضا على بيئة مدينة الورد صحية، خالية من التلوث. وتساءل محمد الحارثي عن دور الأمانة في وضع حد لمعاناتهم مع مشكلة الطمر الصحي الذي يتفاقم شرق المدينة منذ سنين عدة، دون أن توجد له الحلول. وقال: «المشكلة واضحة منذ فترة طويلة وما يثير الاستغراب هو تقاعس أمانة الطائف عن علاجها، برغم أنها تشوه الوجه الجميل الذي عرفت به، مدينة الورد»، متمنيا تدارك الوضع في أسرع وقت، لإنهاء الأمراض التي تفشت بينهم. ورأى عوض الثبيتي أن الطائف وقعت بين قطبين متنافرين، فالجزء الغربي منها يصدر لها الروائح الجميلة الزكية، بينما تتلقى من الضفة الأخرى الأبخرة السامة والدخان المنبعث من الحرائق التي يشعلها المخالفون هناك، مشددا على إزالة الصورة السلبية عن الجزء الشرقي في أسرع وقت، بعد أن نفد صبر الأهالي من التلوث الذي يجتاحهم يوميا. وبين سيف الثبيتي أن سكان الجزء الشرقي من الطائف باتوا مضطرين لإغلاق نوافذهم على الدوام خشية تسلل الأبخرة والحشرات التي تصلهم من المردم المجاور، لافتا إلى أن مشكلة الطمر الصحي في الطائف خير دليل على عدم استجابة الأمانة لمعاناتهم. وناشد الثبيتي وزير الشؤون البلدية والقروية الوقوف على المردم شرق الطائف، ووضع حلول له، مشيرا إلى أن الأمانة لم تكن دقيقة معهم حين أكدت لهم قبل أربع سنوات قضاءها على مشكلة الطمر الصحي بنقله إلى منطقة حضن شرق الطائف بمسافات بعيدة. وقال: «لم تكن تلك التصريحات سوى مسكنات، فيما ظل الطمر الصحي في موقعه لم يتزحزح، مصدرا لنا المرض والتلوث»، موضحا أن المشكلة تتفاقم مع دخول فصل الشتاء وتفشي الفايروسات. في المقابل، أنحى المتحدث لأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم باللائمة على مخالفي أنظمة العمل والإقامة في الحرائق التي تنتشر شرق المدينة، لافتا إلى أنهم يشعلون النيران بحثا عن كيابل النحاس والعلب الفارغة لبيعها لتجار السكراب. وحمل إسماعيل الجوازات مسؤولية ضبط أولئك المخالفين، ووضع حد لتجاوزاتهم، مبينا أن الأمانة تكافح أي غازات سامة في الموقع، وأن الموقع الجديد في حضن جارٍ إمداده بالخدمات ولم ينته بعد. بينما ذكر المتحدث للدفاع المدني العقيد ناصر الشريف، أن مسؤولية إطفاء حرائق الطمر الصحي تقع على الأمانة.