ما إن تتجول في حي الزهور في العاصمة المقدسة، حتى تتلاشى الرومانسية التي يحملها اسم الحي، فبدلا من أن تشم أريج الورد، تؤذيك روائح كريهة مصدرها النفايات ومستنقعات الصرف الصحي التي تنتشر بكثافة هناك، فضلا عن العشوائية التي تطغى على المكان. وبينما طالب الأهالي الجهات المختصة بالالتفات إلى حيهم وتزويده بالخدمات التنموية الأساسية، أكدت أمانة العاصمة المقدسة أن الحي مصنف من المناطق العشوائية التي ستشملها الإزالة خلال ثلاث سنوات، تمهيدا لتطويرها. وأفاد سالم البيشي أن العشوائية استشرت بكثافة في حي الزهور، مشيرا إلى أن منطقتهم ليس لها من اسمها نصيب. وذكر أنهم يعانون من نقص حاد في الخدمات الرئيسية مثل الكهرباء والمياه وخطوط الهاتف وصيانة الطرق، ملمحا إلى أن مساكنهم بلا صكوك ولا تصاريح بناء، مشيرا إلى أنها تشيد بمخلفات وبقايا أعمال البناء في الأحياء المجاورة. وقال البيشي: «يعاني حي الزهور من التهميش وتجاهل الجهات المختصة، بدليل أن الخدمات التنموية تقترب من الحي وحين تصل إلى حدوده تتجاوزه» ، متسائلا عن الأسباب التي تجعل حي الزهور يعيش وضعا مزريا على الرغم من أنه في قلب العاصمة المقدسة. بدوره، أوضح كريم مختار أن حي الزهور يفتقد التخطيط والاهتمام، مؤكدا أنهم يفتقدون الخدمات الأساسية مثل الماء والكهرباء. وقال مختار: «على الرغم من أن الحي يغص بالسكان إلا أنه لم يحظ بمدرسة واحدة، فنضطر إلى تعليم صغارنا في الأحياء المجاورة» ، ملمحا إلى أن العطش أنهكهم وفاقم معاناتهم. وأشار مختار إلى أن النفايات تكدست في الحي بكثافة، وباتت تهدد الأهالي بالأوبئة، مطالبا بالاهمام بالإصحاح البيئي في الزهور، ليكون له من اسمه نصيب. من جهته، أكد عبدالشكور حبيب الله أن الفوضى سمة بارزة في حي الزهور، ملمحا إلى أن الأهالي يتسابقون لبناء مساكنهم بعيدا عن الأنظمة، وذلك ما أسهم في تمدد الحي بطريقة عشوائية، حرمته من الخدمات التنموية، لافتا إلى أن الحي يعاني من انتشار مستنقعات الصرف الصحي التي تصدر الحشرات والأمراض للسكان.. في المقابل، أوضح منسق العلاقات العامة في أمانة العاصمة المقدسة سامي زيتوني أن حي الزهور من الأحياء العشوائية التي ستشملها الإزالة في السنوات الثلاث المقبلة، مبينا أن الهيئة العليا لتطوير مكةالمكرمة هي الجهة المسؤولة عن المخططات والأحياء والتطوير بشكل عام في العاصمة المقدسة.