يقف الحاج البريطاني مصطفى محمد أمام الجمرات في مشعر منى ليجتمع حوله حجاج بلاده ليعود بهم إلى مقرهم في المخيم بمنى كونه مرشدهم ومترجمهم والمسؤول المباشر عنهم في الحملة. ولم تكن المسؤولية التي تولاها مصطفى محض صدفة بل جاءت بعد أدائه المناسك 30 مرة، ليقود حملة تضم 200 حاج قادمين من عاصمة الضباب إلى الرحاب المقدسة. ويفتخر الحاج مصطفى بمهمته في مساعدة الحجاج، مصارحا «عكاظ»: «مهمتي في الحج تزيد فخراً وشرفاً، لأنني أخدم المسلمين القادمين من بريطانيا في المشاعر المقدسة»، مشيراً إلى أنه يعمل في مهنته بمؤسسة الطوافة منذ أعوام طويلة. ويضيف أنه يعمل مرشدا وقائدا للحملة في المشاعر المقدسة ومن بين القادمين حديثو الإسلام ولا توجد لديهم إشكالية في الحج كون الأمور ميسرة والتنظيم رائعا ومميزا. ويشير إلى أنه اكتسب الخبرة من الحج، وزاد من علاقاته الاجتماعية، ورفع من المعرفة لديه بأمور الدين الإسلامي، مؤكداً أن تكلفة الحج في بريطانيا تصل إلى 25 ألف ريال من طريق شركات حج. وعن ذكرياته مع الحج، أبان مصطفى: «الحج مفيد من نواح عدة اقتصادياً واجتماعياً ودينياً، وأصعب ما واجهني الحجاج المتخوفون من أداء المناسك، إلا أنني أسعد بردة فعلهم من نجاح حجهم»، لافتاً إلى أن عددا من الحجاج معه يشتكون من بعد المسافات بين المشاعر، لكن الحكومة السعودية تبذل جهوداً كبيرة للتسهيل والتخفيف على الحجاج. ويوضح أن لديه أربعة أبناء، وحقق لهم أداء فريضتهم مع والدتهم في أعوام سابقة، مضيفاً: «والدي حج مرتين أولهما في عام 1964».أما الحاج البريطاني محمد عظيم الذي حج 10 مرات فأكد ل «عكاظ» أنه لم يواجه إشكالية في الحج، مضيفاً: «الذين يواجهون الإشكاليات في المشاعر هم القادمون للمرة الأولى».ويتفق الحاجان مصطفى وعظيم على أن حكومة بلادهما لا تضايق الحجاج بعد عودتهم من المشاعر المقدسة، ولا تعرضهم للمساءلة، بل إنهم يمارسون التعاليم الإسلامية في بريطانيا من دون مشكلات.