يبدوا أن ما يدور في وسائل الإعلام من أحداث سياسية في دول الاضطراب وغيرها، لم ينعكس على الحجاج داخل الحملات، وفق ما رواه بعضهم ل«عكاظ»، الذين أكدوا تفرغهم لأداء النسك بعيداً عن الأزمات السياسية وصداعها. واتفق شفيق النوري وسليمان كرامة ومصطفى عينوي، من حجاج الدول العربية الأفريقية أنه علموا من المطوفين بأن المخيمات لا تسمح بالأحاديث السياسية لغرض التأجيج بين أفراد بعثات الحج، أو النبش بالطائفية المسببة للخلافات بين المسلمين بين الحجيج تحت أي ظرف، مؤكدين أن هذا التوجه كان محل احترام وارتياح الجميع. من جهته قال عضو مجلس الإدارة ومشرف حجاج شمال الجزيرة العربية المطوف محمد فؤاد بشارة ل«عكاظ»: نحن نجمع دول شمال الجزيرة العربية في مكان واحد ونحرص على عدم فتح ملفات الصراعات لأن هؤلاء الحجاج قدموا إلى هنا ضيوفاً للرحمن لأداء مناسك الحج فقط. من جانبه، أكد المطوف طلال عبيد الجبالي «لاحظنا أن الحجاج اللبنانيين لم يصدر منهم أي علامة من الطائفية أو الصراع الموجود في بلدهم، بعكس السنوات الماضية، بل بالعكس هم يرون الآن أنهم يشعرون بالأمن والأمان في الحج». وأضاف أنه يعمل مطوفا للحجاج اللبنانين منذ 17 عاما، إذ عاصر الكثير من المواقف، كان أبرزها ضيق الوقت في تأمين الحجاج وما يحتاجون له خلال موسم الحج، منبها في الوقت ذاته إلى أن توجيهات الحكومة السعودية بمنع تسيس الحج، إنعكس أثرها سريعاً على المخيمات من دون صعوبات.