وفرت الحجارة الطائشة التي يخيب فيها تصويب الحجاج على الشاخص، أكثر من 800 وظيفة لعمال إحدى الشركات الذين اقتصر دورهم على جمع تلك الأحجار وإزاحتها من مسار ضيوف الرحمن على جسر الجمرات. وانشغل العمال الموزعون على الطوابق الخمسة في جسر الجمرات بتنظيف الممرات سريعا خصوصا أن الكثير من الحجاج يصلون حافيي الأقدام، ما تتسبب تلك الأحجار في إصابتهم. ولا تخلو مهنة عمال النظافة بالقرب من الجمرات من التعب والمشقة أثناء عملهم، كونهم يواجهون أصنافاً من البشر، يتحدثون بلغات مختلفة، إلا أنهم يشتكون من عشوائية الرمي من قبل الحجاج. يقول العامل يونس: «عملت لخمسة أعوام في الجمرات، وأصعب ما يواجهنا الرمي العشوائي من قبل الحجاج، والتائهين منهم لأننا لا نعرف لغتهم»، لافتاً إلى أن الجمرات حالياً سهلت الرمي على الحجاج. ويشير زميله رمضان إلى أن عملهم شاق كون المهمة تتطلب جهداً كبيراً في جمع الحجارة الخارجة عن إطار الجمرة، مضيفاً: «يزداد تعبنا أثناء كثافة الحجاج، خصوصاً في اليوم الثاني من التشريق الذي يزداد فيه أعداد المتعجلين». ويتوزع العمال حول الجمرات إلا أن الكثافة العددية للحجاج تجبرهم على الابتعاد عن الجمرات قليلاً، ويتوقفون عن عملهم للحظات، ومن ثم يستخدمون خطة بديلة للعودة إلى مهمتهم مرة أخرى. ويوضح المسؤول عن العمال حول الجمرات عبدالله شادي ل«عكاظ» أن الجمرات ينتشر حولها 800 عامل موزعين على الأدوار الخمسة، ولديهم أدوات تنظيف كهربائية ويدوية، ويتوزعون خلال ثلاث ورديات، فيما تكون أبرز الإصابات التي يتعرض لها العاملون تحت إدارته الإعياء والتعب، ولم تسجل أية حالة خطرة لهم حتى الآن. وأضاف: «أكثر ما يواجه العمال هنا أمام الجمرات استخدام الأحذية وقوارير المياه في رمي الجمرات من قبل الحجاج، ونحاول تفادي العشوائية في المكان».