عندما تتجول في المشاعر المقدسة، تخطف بصرك أكوام من الخردة، صفت على قارعة الطريق، فوق سجادة حمراء فاقع لونها، تجلس خلفها غالباً ذوات الجنس اللطيف يطلق عليهن محلياً «الحجات» ليقابلن «الزبائن» بأسعار باهظة تعادل أضعاف سعر السلعة الحقيقي. ناقضت صاحبات تلك البسطات المثل الشائع «حج وبيع سبح» ليكتفين بالبيع فقط معيدات السبب إلى الأرباح الكبيرة التي يجنينها عند تركيزهن على التجارة وعدم انشغالهن بأداء فريضة الحج، فالمكاسب اليومية لكل بسطة تفوق الأربعة آلاف ريال يوميا. تقول الحجة نبيلة ل«عكاظ» إن وجود البسطات في المشاعر المقدسة مفيد لها وللحاج فهي تجني أرباحا تكفيها طوال العام لتصرف على أولادها، وفي بسطتها يجد الحاج حاجاته كافة، مبررة سبب رفع الأسعار بالمخاطرة العالية في هذا العمل، فمراقبو البلدية قد يصادرون بضائعها في أي لحظة. وأضافت أن وجود البسطات في المشاعر لن يكون مخالفاً إن تم تنظيمها ووضع آلية معينة، مشيرة إلى أن ما أجبرها على القيام بهذه المخالفة هو الحاجة الماسة لجمع قوت أطفالها. من جانبه، أكد عضو الجوالة خالد العتيبي أن ظاهرة البسطات العشوائية في الحج تسبب تجمع الحجيج وازدحامهم وقد تكون بعض السلع التي تباع فيها ضارة لصحتهم. وأضاف، وجود البسطات يعد من الافتراش المخالف ونعمل بكل طاقاتنا لتلافي حدوثه لما يترتب عليه من تدافع للحجيج والعديد من المشكلات.