خبر رائع أن تبدأ المملكة بتشغيل طائرات الإيرباص سي 295 الجديدة لدعم قوات الأمن. ولهذا الموضوع خلفية مهمة، وأهمية كبرى. وإليكم بعض التفاصيل: شركة إيرباص الأوروبية هي ثاني أكبر شركة في عالم الفضاء والطيران، وتشمل منتجاتها طائرات النقل التجاري، والنقل الحربي، والمقاتلات، والطوافات، والصواريخ، والأقمار الصناعية، والعديد من أحدث أنظمة الفضاء والطيران في العالم. ونحن أكبر مستخدم للمنتجات الحربية لشركة إيرباص خارج أوروبا. وتحديدا فتملك المملكة أكبر أسطول من مقاتلات «التايفون» الحديثة خارج أوروبا، كما تملك الصهاريج الجوية الطائرة الحديثة من طراز إيرباص 330«إم آر تي تي». وبدخول طائرات «سي» 295 فتحت المملكة فصلا جديدا في عالم الطيران. رمز «سي» لأي طراز طائرة يعكس أنها طائرة نقل عسكرية، وأشهرها طائرة «السي» 130 التي يملكها الوطن ويشغلها في القوات الجوية لأكثر من 40 سنة بنجاح في السلم والحرب. والحرف اللاتيني «سي» هو بداية كلمة Cargo أي البضائع، بالرغم أنها تنقل الأهم من ذلك وهو البشر. ويشمل ذلك الإخلاء الطبي لعشرات المصابين لا سمح الله. والطائرات التي حصلت عليها المملكة من طراز 295 هي الأحدث في مجال النقل الخفيف نسبيا، فهي تستطيع بمشيئة الله أن تنقل حوالى 71 راكبا، أو تسعة آلاف كيلوجرام من العتاد، أو 20 ناقلة مصابين، أو ثلاث مركبات برية خفيفة. وتستطيع بإرادة الله أن تطير بسرعات تصل إلى 480 كيلومترا في الساعة على ارتفاعات تفوق 25 ألف قدم. والأهم من كل هذا هي درجة المرونة العالية التي توفرها في الوصول إلى الحدث بسرعة. تستطيع أن تهبط وتقلع من مدرجات قصيرة وغير معبدة. يعني حوالى ربع طول المدرجات التي تعمل منها طائرات النقل الأخرى. الإقلاع من حوالى 670 مترا والهبوط على حوالى 320 مترا فقط على مهابط شبه معبدة... يعني مثل بعض شوارع جدة. وهذه مسافات شبه خرافية لطائرات بهذا الحجم. وبسبب فعاليتها تستطيع أن تبقى في السماء لفترات طويلة تصل إلى أكثر من تسع ساعات. وهذا يؤهلها لعمليات المراقبة الجوية المستمرة إن دعت الحاجة. وخلال تلك الفترة تم تطوير تصميم الطائرة والمحركات لتصل لمرحلة متقدمة نافست وتفوقت فيها على طائرات النقل الخفيف والاستطلاع المختلفة من حول العالم. والمهم هنا هو إدراك أهمية الطائرة بالنسبة للوطن فكوننا إحدى أكبر البلدان في العالم من حيث المساحة الشاسعة، هناك حاجة دائمة لوجود عوامل مضاعفة القوات المختلفة لحماية أرض، وسماء، وبحار المملكة من المخاطر المختلفة في المناطق المختلفة. ولا تقتصر تلك المخاطر على أعمال المجانين، والمتهورين، و«الملاقيف» فحسب، فهناك ضرورة للاستعداد الدائم لمواجهة الطوارئ بسبب العوامل الطبيعية من سيول، وزلزال، وغيرهما من المخاطر. أمنية لعب الطيران أحد أهم الأدوار في حماية وطننا عبر السنين، وتأتي السي 295 لتكمل هذه الأدوار من خلال منظومة مهمة جدا وهي قوة طيران الأمن الداخلي. أتمنى أن ندرك هذه الأهمية في تاريخ، وحاضر، ومستقبل الوطن... وأتمنى أيضا أن نطلق على طائرتنا أسماء تليق بأدوارها بدلا من مجرد أرقام وحروف، وأقترح أن يكون اسم هذه الطائرة هي «الرائد»، أو «الساهر»، أو «المساعد»... وأختم بالحمد لله على نعمة الأمن ورجاله العاملين ليلا ونهارا، وبرا وجوا... وفقهم الله وهو من وراء القصد.