يغضب صديقي المشجع عندما لا ألبي رغباته بشتم فلان والقفز لضرب فلان الآخر، وأعتقد أن صديقي الصحفي لن يرضى علي طالما أتحدث بلغة لا يستطيع الوصول إليها، لكن صديقي المحلل كلامه قبل المباراة ينسفه بعد المباراة بما يناقضه والعمل كله سمك لبن تمر هندي. في المدرج هناك من يستأنس مع (هوشة الإعلاميين) ويردد على هامش حفلة الصراخ اجلد اجلد يا بطل، ويردد الآخر تكفى يا فلان جملنا ورد الجلدة بعشر جلدات فما الحل في مثل هذه الحالة، هل نجلد معهم أم نجلد الكل بعبارات الاحترام فيها أولا وأخيرا. يقول لي زميل ضليع في ملعب الجلد، الجو العام يريد أن نكون كذلك، وإذا لا تستطيع مجاراتنا فكنا من التنظيرات، فملعبنا «حامي حامي». أشك أن هناك عقلا عند كل من يمتهن مهنة الصراخ والشتم والتجاوز على الآخرين في برامج نسبة المشاهدة لها ترتفع بارتفاع أصوات الضيوف. طبعاً الناس بمختلف شرائحهم يبحثون عمن يضحكهم، والزملاء ما يقصرون جاهزون لعرض أي مسرحية مضحكة. هذا النوع من الإعلام يغرس في دواخلنا بل في صدورنا خنجرا كمنتمين للمهنة، لاسيما أن السقوط يعمم تحت عنوان كبير «هذا إعلامكم دون تسمية الأشياء بأسمائها». (2) أحاول أن أكون متوازناً إلى حد كبير، وأحاول أن أختار عباراتي حينما أتحدث أو أكتب، لكن في كل الحالات رضا الناس غاية لا تدرك. أجتهد أن أظهر بما يليق، لكن قد أجد في طريقي من يأخذني إلى مجاراته في قبحه، وإن حاولت سحبه إلى ملعبي ربما يصيب هذا الملعب تلفيات من الصعب أن يتم إصلاحها. الكلمة الواعية أيا كانت حدتها تقبل، لكن الكلمة الجاهلة تتأرج بين رفض صاحبها وبين نفيه من الإعلام والأخيرة صعبة. وإن سألتم لماذا صعبة أقول بكل ما أوتيت من شجاعة في فمي ماء. (3) اشطبوا البخاري بل اطردوه من الوسط الرياضي، مانشتات وعبارات قيلت بهذه الصغية أشعرتني أن الرجل ارتكب جريمة. غرد ولم ينف أو يهرب من تغريدته واستدعي للتحقيق ولم يرفض وتم استجوابه من لجنة الانضباط ولم يتردد في الإقرار بما حوته التغريدة وينتظر الكل نتائج ذلك الاستجواب، فلماذا هذا التجييش الإعلامي ضد الدكتور عبداللطيف بخاري، ولماذا لم تنتظروا القرار من لجنة الانضباط.. اسأل ولابأس أن أقول إن العقوبة وفق لائحة الكل يقبلها، لكن إن خرجت عن اللائحة فهنا سيكون لنا رأي آخر.