كشفت وكالة الطاقة الدولية أن أسعار صرف العملات الرئيسية انخفضت، بالتزامن مع تراجع سعر النفط لأكثر من ثلاثة في المئة أمس (الثلاثاء)، وقالت: «هناك مخاوف من المستثمرين بشأن مخاطر الأصول في ضوء تضاؤل الآمال حول توقعات مجلس الاحتياطي الفيدرالي برفع سعر الفائدة الأمريكية الأسبوع القادم في ظل الدراسة المشتركة التي ستعقد بين المجلس وبنك اليابان في 21 سبتمبر الجاري، التي ستدرس احتمالية اللجوء لرفع الفائدة»، مشيرة إلى احتمالية رفع مجلس الاحتياط الفيدرالي سعر الفائدة في اجتماع الأسبوع القادم بنسبة ثماني نقاط. من جهته، أكد المستشار المالي بإحدى شركات البورصة رائد الخضر أن اجتماع الفيدرالي الأمريكي سيكون له أثر كبير على الأسواق العالمية وأسعار النفط تحديدا؛ الأمر الذي يجعل هناك فرصة لرفع أسعار الفائدة في الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد الأمريكي تحسنا كبيرا في الربع الأول والثاني من العام الجاري، سواء في بياناته الاقتصادية وأسواق العمل، أو مستويات التضخم التي لا يمكن إغفالها في ظل وجود توقعات بإمكانية رفع سعر الفائدة. وقال: «الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستلقي بظلالها على رفع سعر الفائدة الدولار إلا أنه من المستبعد أن يكون ذلك خلال الربع الأخير من العام الجاري؛ لأن الانتخابات قد تؤدي إلى إحداث تعديل كبير في السياسة النقدية كرفع أسعار الفائدة». وأشار إلى أن عدم رفع سعر الفائدة في هذا الشهر سيسهم في تماسك النفط أكثر عند المستويات الحالية أو مستويات 50 دولارا للبرميل كحد أقصى، لكن اتخاذ قرار رفع سعر الفائدة سيضغط على الننفط ويعرضه للمزيد من الهبوط. وفي إطار أسواق النفط، توقعت وكالة الطاقة الدولية هبوطا حادا في نمو الطلب العالمي على النفط بالتزامن مع ارتفاع المخزونات وزيادة الإمدادات؛ ما يعني أن سوق الخام ستظل متخمة بالمعروض خلال الأشهر الستة الأولى من 2017 على الأقل. وقالت الوكالة أمس في تقريريها لهذا الشهر: «من المتوقع زيادة معدلات تشغيل المصافي العالمية بأبطأ وتيرة لها في 10 سنوات على الأقل هذا العام وهو ما سيقلص الطلب على النفط الخام مع ارتفاع المخزونات إلى مستوى قياسي جديد عند 3.111 مليار برميل. وأضافت: تشير توقعاتنا إلى أن حركة العرض والطلب هذه ربما لن تتغير بشكل كبير في الأشهر القادمة، ونتيجة لذلك فإن العرض سيواصل تجاوز الطلب خلال النصف الأول من العام القادم على أقل تقدير. وبين التقرير أن من المتوقع زيادة معدلات تشغيل المصافي العالمية بأبطأ وتيرة لها في 10 سنوات على الأقل هذا العام وهو ما سيقلص الطلب على النفط الخام مع ارتفاع المخزونات إلى مستوى قياسي جديد عند 3.111 مليار برميل. وأوضح التقرير: «مع توقعاتنا الأكثر تشاؤما لنشاط التكرير في النصف الثاني من 2016 وتعديلاتنا المتعلقة بإمدادات الخام فإن السحب المتوقع من المخزونات في الربع الثالث من 2016 بات أقل الآن بينما زادت وتيرة الارتفاع (المتوقع في المخزونات) في الربع الأخير من 2016». وتابع: «يتمثل التغير الرئيسي المتعلق بالطلب في هذا التقرير في انخفاض قدره 300 ألف برميل يوميا لتقديرات الطلب العالمي في الربع الثالث من 2016 وما يترتب عليه من تقليص صافي توقعات 2016 بواقع 100 ألف برميل يوميا. .يأتي ذلك فيما واصلت أسعار النفط تدهورها أمس (الثلاثاء) بعدما أثارت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مخاوف من تجدد أزمة فائض العرض عبر توقعها ارتفاعا في إنتاج النفط العالمي في العام القادم. فبعد تحسن الأسعار في مجمل أغسطس الماضي وسط الآمال في توصل (أوبك) وروسيا إلى اتفاق للحد من الإنتاج في اجتماعهما في الشهر الجاري، عادت إلى التدهور في الأسابيع الأخيرة مع تضاعف تشكيك السوق في نهاية ناجحة لاجتماع الجزائر، المزمع عقده أواخر هذا الشهر، كما أسهم تحسن الدولار ومؤشرات إلى استمرار ضعف الطلب في تدهور أسعار الخام.