ابتسمت «قرعة الحظ» للحاج السوداني أمين الصادق بعد 10 أعوام من المحاولات للفوز برحلة الحلم إلى المشاعر المقدسة، إذ عانى خلالها خيبات الأمل والانتظار والترقب في كل قرعة، إذ تبدأ بوصلة قرعة اختيار الحجيج في السودان بالدوران في لحظات من الترقب يتصبب فيها جبين الحضور عرقا وتسيطر رهبة الموقف على مخيلاتهم التي هامت في أرجاء مكةالمكرمة بين طهر المشاعر المقدسة بطيف يتوشحه البياض وتحدوه الأمنيات والأحلام. الجميع حضر في مكان واحد باحثين عن فرصة العمر «الذهاب للحج» تتوقف بوصلة القرعة عن الدوران وتتوقف معها القلوب فيعم الهدوء المكان حتى لا تسمع لهم همسا وعندما تعلن الأسماء تتعالى صيحات الفرح للفائزين وتطغى زفرات الحزن والحسرة لمن لم يحالفهم الحظ ويبقى الحاج السوداني الصادق في مقعده الأمامي لا يقوى الحراك فهي المرة العاشرة على التوالي التي تخلى عنه الحظ فيها ولم يكسب رحلة العمر، حتى أعلن اسمه ضمن قوائم المسافرين في رحلة الحلم. يقول الصادق البالغ من العمر 53 عاما ل «عكاظ»: بعد أن ابتسم لي الحظ، ووصلت بلاد الحرمين الشريفين، بدأت في أعمال التطوع وسقيا الحجاج، وإرشاد التائهين، وكنت قبل ذلك نحرت الذبائح شكرا لله على هذه الفرصة بعد سنوات طويلة من الانتظار. وأضاف: تبلغ كلفة الحج قرابة ال15 ألف ريال سعودي لا أراها كثيرة مقابل هذه الأجواء الروحانية، وبمجرد رؤيتي للكعبة المشرفة نسيت تلك السنين العجاف التي تكررت فيها خيبات الأمل وأرى بأني أسعد إنسان في هذا المكان.