المشاعر المقدسة - محمد العيدروس / صورة - سليمان وهيب: صبر الحاج صالح حبيب الله وزوجته الحاجة رابحة طويلاً في انتظار أن يتحقق حلمهما الكبير بأداء الفريضة. التقيتهما ممسكين بيد بعضهما بعضاً أمام أحد المخيمات السودانية وعلامات الرضا والسعادة تعلو محياهما.. يرحبان بمن حولهما بالابتسامة. يروي الحاج صالح تفاصيل رحلة الحج هذه قائلاً: ظروف الحياة أصبحت صعبة لدينا، وفي كل سنة كنت أنا والحاجة نعقد العزم على الحج، ولكن الظروف لم تتحسّن ولم تكن ملائمة. وقلت في نفسي اصبر وسوف تتيسر. تلتقط الحاجة رابحة الحديث بلكنة سودانية خالصة لم أفهم منها سوى اليسير وقالت: فلذات كبدي.. الولدان اللذان خرجت بهما من الدنيا هذه هما من تكفَّل برحلة الحج لي ولوالدهما رغم تكاليفها التي وصلت ل 45 مليون جنيه سوداني. ولن أنسى ذلك اليوم الذي دخلا فيه علي وهما يزفّان نبأ اكتمال أوراقنا للحج ويطلبان منا أن نتأهبا لرحلة العمر وتحقيق الحلم الكبير. قلت للحاج صالح: هل أنت سعيد الآن؟ أجاب: سعادتي لا توصف.. الحمد لله.. شكراً للمملكة ولخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. ولابنيّ أقول: أدعو لكما في كل ركعة بأن يحفظكما الله وأبناءكما الأربعة أحفادي.