بقدم واحدة ولا رفيق درب سوى «عكاز»، قطع الحاج محمد نفيع مسافات شاسعة من الصعاب قادما من عملاق أفريقيا «نيجيريا» هربا من جحيم جماعة «بوكوحرام» المتطرفة بعد فصول من العذاب بتروا خلالها ساقه وقتلوا زوجته وأولاده في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل؛ لينعم بطمأنينة صعيد عرفات يملأ مسمعه بأصوات التلبية والتكبير بعد أن كان يملأه دوي الانفجارات وأصوات إطلاق النيران. لحظات من الرعب يتذكرها «نفيع» لينهمر باكيا لا تقوى قدمه الوحيدة على حمله فحمل أحزان الذكريات يثقل كاهله، وكوابيسها يحرمه لذة النوم، يتحدث ل«عكاظ» عن ماضي مرير عايشه طوال سنوات نفد فيها صبره وشارف على الهلاك مرارا وتكرارا. يقول: كانت زوجتي وأولادي هم أعز ما أملك في الدنيا وحرمني التطرف والإرهاب رؤيتهم مرة أخرى لأسباب نجهلها جميعا فجماعة بوكو حرام الإرهابية لا تمتلك أي ذرة إنسانية. بزفرات حزن ردد نفيع هنا في المشاعر المقدسة تنقشع عنا غيمة الأحزان ونعيش في روحانية جميلة؛ فعرفات جزء من الجنة بالنسبة لنا لم أنسَ همومي إلا فيها، ولم أشغل بالي بالتفكير في أي أمر آخر سوى الابتهال للمولى والدعاء لزوجتي وأولادي بأن يتغمدهم المولى برحمته وأن يجمعني بهم في جنان الخلد. وقال: وجدت صعوبات كثيرة قبل وصولي للمملكة ويزيد من الصعوبة سيري بقدم واحدة واعتمادي بعد الله يكمن على رفيق دربي «عكازي»، وأحمد الله على فرصة الحج رغم كل الصعوبات التي اعترضتني في بلادي.