أكدت قمة ال20، التي استضافتها الصين، أكثر من أي وقت مضى الثقل السياسي والاقتصادي للمملكة على المستويين الإقليمي والعالمي، والذي جاء ترجمة للقرارات الجريئة، والرؤى والأفكار الطموحة، لتجبر القوى العالمية على التعاطي مع المملكة في جميع الملفات، إيمانا من هذه الدول بأن الرؤى السعودية مبنية على قراءات واستنتاجات دقيقة لما سيكون عليه مستقبل المنطقة، التي تعاني من صراعات وحروب أرهقت الشعوب، وأدخلتها في متاهات الفوضى وانعدام الاستقرار. ولفت ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، الذي مثل المملكة في قمة العشرين، أنظار المتابعين للاجتماعات الرسمية والهامشية التي صاحبت القمة، بحضوره الفاعل، ونقاشاته الهادفة، ولقاءاته المثمرة بالزعماء والساسة والاقتصاديين، والتي استثمرها لمناقشة القضايا الاقتصادية مع عدم إغفال الجوانب السياسية، التي توليها المملكة اهتمامها، وخصوصاً ما يجري في سورية واليمن. ويرى المتابعون أن كثيراً من الدول المشاركة في القمة ستغيّر قناعاتها، بعد هذه اللقاءات الجريئة والواضحة والصريحة مع الأمير الشاب، الذي وضعهم في قلب الأحداث وما ستؤول إليه الأوضاع إن لم يتم التعاطي معها بإيجابية وبعيدا عن المراوغات، ومحاولة فرض سياسات معلنة وأخرى من تحت الطاولة. لم يكن محمد بن سلمان في قمة العشرين واضحا وشفافا فقط، وهو يتحدث إلى الزعماء، وإنما كان حازما وهو يحذر مما ستؤول إليه الأوضاع إن لم تغير بعض الدول، وخصوصاً أمريكا وروسيا، من سياساتها تجاه ما يحدث في سورية واليمن، ودعم إيران للإرهاب واستمرارها في التدخل في الشؤون الداخلية لبعض الدول، في محاولة منها لزرع الفتنة الطائفية، وتغذية الإرهاب، الذي اكتوت بناره شعوب العالم أجمع. ويرى عدد من المراقبين، أن تغيّرات ستطرأ على الساحة الدولية، وأن مواقف ستتبدل ليس على المستوى السياسي فحسب في سورية واليمن والعراق وليبيا، وإنما على مستوى الاقتصاد أيضا، ويعزون ذلك إلى نجاح الأمير محمد بن سلمان في طرح الرؤية السعودية تجاه هذه الملفات الشائكة أمام الزعماء، مؤكداً أن بلاده ماضية في سياستها المتزنة سياسيا واقتصاديا، وأن عليهم أن يتحملوا مسؤولية مواقفهم المزدوجة، التي أخرت حلحلة كثير من الملفات في الشرق الأوسط، وخصوصا في سورية واليمن، وتهاونهم في لجم عنجهية النظام الإيراني ودعمه للإرهاب. ويؤكد المراقبون، أن السعودية التي تعتبر القلب النابض للأمتين العربية والاسلامية، خرجت من قمة العشرين بما يجعل الشعوب تتفاءل بأن انفراجة تلوح في الأفق، وأن حلولا سترى النور، وفق رؤية سعودية خالصة، صاغتها بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء، الذين يهمهم أن يسود الأمن والأمان ربوع العالم.