يحدث أن تضع رأسك برأس «الريموت» الصغير.. في حال لم يستجب لضغطات إصبعك المتتالية.. فتوسعه ضرباً وتكسيراً..! يحدث أن تكيل الشتائم واللعنات على جهازك الذكي.. ما إن يتصرّف يوماً بغباء.. لكي تقرر في لحظة غضب عارم.. أن تتخلص منه في أقرب مرحاض أو بالوعة.. يحدث أن تتعامل مع أشيائك كلها بقسوة.. ما لم تستجب لرغباتك، ما لم تكن مجرد أدوات طيّعة في يديك.. يحدث أن تنفعل.. وتحترق.. ويجنّ جنونك.. بفعل كل هذه الأشياء.. لأنك تشعر بأنك فقدت السيطرة.. بأنك ضعيف جداً.. وأنك رهن جهاز تحكم.. يتحكّم بك.. وأن الجهاز الذي يفترض به أن يكون ذكياً وحساساً تجاهك.. لم يعد يكترث «أنت والجدار بالنسبة له شيء واحد»! إن أكثر ما يُظهر رغبة الإنسان وحبّه للسلطة، خوفه وهلعه من أن تُمارس عليه وتُخضعه.. يتجلّى في هذه المواقف الصغيرة التي تجعل منه وحشاً كاسرا ًوكبيراً.