شدد عضو لجنة التحكيم في برنامج «شاعر المليون» تركي المريخي على أن الشعر ليس «لعب عيال»، على حد تعبيره، لكي يعتزله الشاعر متى ما أراد، وقال إن كتابة القصائد موهبة متى احتاجها الشاعر حضرت، لافتا إلى أنه لن يغادر برنامج «شاعر المليون». وقال المريخي في حوار مع «عكاظ»: «أنا موجود في البرنامج مع أخي بدر صفوق، ودورنا مهم جدا وفعال أسوة بباقي الزملاء، والعاملون في البرنامج لا يقل دورهم عن دور اللجنة، سواء ظهروا على الشاشة أم لا». وأضاف أن غالبية الهجوم والانتقادات التي تطاله تسعده كثيرا، لأن النقد ضروري في أي عمل، أما المعارك التي تمارس ضده وضد البرنامج، فيرى المريخي أنها أصبحت مناخا خصبا لتصفية الحسابات وإطلاق الاتهامات، ونافذة مفتوحة لرياح التشكيك والتقليل والتجريح ونسف الجهد المبذول، وفي حقيقة الأمر ليست معارك أدبية بل شخصية. لماذا لم يظهر تركي المريخي مع لجنة تحكيم «شاعر المليون» على الشاشة؟ بالعكس أنا موجود مع أخي بدر صفوق، ودورنا مهم جدا وفعال أسوة بباقي الزملاء، والعاملون في البرنامج لا يقل دورهم سواء ظهروا على الشاشة أم لا، والعمل بمنظومة متكاملة في البرنامج. على ماذا يعتمد التنظيم الجديد للبرنامج خصوصا في لجنة التحكيم؟ دور لجنة التحكيم، هو الحكم على ما يقدمه الشاعر من نصوص شعرية وله الحرية في ما يقدمه، ولكن عددا منهم يقدمها لمجرد المشاركة فقط دون النظر إلى أن هناك قصائد لشعراء منافسين له في البرنامج، أيضا هناك شعراء لم يهتموا بالفكرة وسعة الخيال داخل قصائدهم، وهذا يعتبر انتهاكا لشرف القصيدة، فأثمن وأهم ما في القصيدة هي الفكرة وسعة الخيال وهي فعلا تعتبر معيارا مهما في المنافسة. أنت هادئ في حضورك، لكن عندما كنت في اللجنة، معظم الهجوم والانتقادات تكون تجاهك، لماذا يهاجمونك أنت فقط؟ هذا الهجوم يسعدني كثيرا لأنني أرى أن النقد ضروري في أي عمل، وبالتالي يجب أن يدرك البعض ممن يمارسون مثل هذا الهجوم أن أعظم علامات النجاح هو كيل النقد على ما تقدم، ما يعني أنك قدمت عملا عظيما فيه أخطاء، وهذا هو الأدب بعيدا عن التجريح. أما المعارك إن صح التعبير التي تمارس ضدي وضد البرنامج وتفرد لها الصفحات، فغالبا ما يكون الهدف منها الحصول على خبطة صحفيه «ترج الدنيا»، وبالتالي تصبح مناخا خصبا لتصفية الحسابات وإطلاق الاتهامات من الوزن الثقيل هنا وهناك، وبالتالي هي نافذة مفتوحة لرياح التشكيك والتقليل والتجريح ونسف الجهد المبذول، وفي حقيقة الأمر ليست معارك أدبية بل شخصية، وأنا أرى أن الجميع ليسوا بحاجة لها. نحن بحاجة لنتعلم كيف نطرح ولا نجرح؟ كيف ننتقد ولا نهين؟ كيف نتلمس الخلل ونسد الثغرات؟ أعجبني كثيرا ما قاله أحد الأنقياء «اكتشفت أن النفس البشرية والأمارة بالسوء والمعتقدة بسوء الظن قبل حسنه هي أحد أهم مصادر بناء الرأي المرتبك لدرجة السقوط». ما الذي تغير في البرنامج الآن بعد سبع نسخ؟ ربما يكون في هذه الأبيات التي نظمتها إجابة دقيقة لهذا السؤال: الشعر بالموسم السابع ويرقى سنود مر الثريا وخلاها على جرته الله يجمل حياة اللي وفاء بالوعود شيخٍ علوم الوفاء والطيب ما غرته كفه من الله خلقها في عطاها تجود سحابةٍ تبهج الوادي اليا مرته الشيخ ابو خالد اللي كل ماله يزود بالجود والشعر من جوده برد حرته. هل القائمون على البرنامج راضون عن الأسماء الشعرية التي تتقدم لهم؟ الشعر لا يزال بخير، وهناك شعراء قادرون على التميز وبالتالي كسبوا رضا الجمهور والقائمين على البرنامج. هناك غضب على نتائج البرنامج، ألا يؤثر ذلك على نسبة المتابعة لشاعر المليون؟ رضا الناس غاية لا تدرك. نتائج النسخة السابعة التي اختتمت قبل أشهر، هل كانت منصفة شعريا؟ أعتقد أن الشعر يوجد في جميع النسخ، والجيد يصل إلى الناس، والدورة السابعة من البرنامج امتداد لنجاح النسخ السابقة. كثير من الشعراء والإعلاميين يهاجمون المسابقات الشعرية المعتمدة على التصويت، ما علاقة التصويت بالشعر؟ من الطبيعي أن أي شخص لا يمتلك قاعدة جماهيرية تسانده لا بد أن يهاجم البرنامج. لم يطرأ أي تغيير على آليات البرنامج، ألا ترى ذلك سببا في عزوف عدد من الشعراء عن المشاركة فيه؟ برنامج «شاعر المليون» قبل أن يحط رحاله على أرض الواقع وبعد أن أصبح شاغل الناس ومحور حديثهم وبعد تحقيقه أعلى نسب مشاهدة لم يكن في حساباته أنه برنامج شعر شعبي موجه لشعراء الخليج فقط، وإنما كان موجها لأبناء الوطن العربي الكبير وأيضا ينظر للعالمية بشكل أو آخر. لا أرى أن هناك عزوفا عن البرنامج، كون الجميع حريصا على المشاركة، وهناك من قلد «شاعر المليون» ولم ينجح. العمل في «شاعر المليون» لا يمكن أن يختزل في حديث عابر أو حديث قصير، كون العمل مستمرا لإيجاد آلية تناسب وتخدم الشعر والشعراء، ومنها مراعاة البيئة والثقافة والأعمار وغيرها، فالعمل به جاد لخدمة الأدب من خلال البرنامج. أيهما أكثر جرأة تركي الصحفي أم الشاعر؟ بالنسبة لي كشاعر، يكفيني من الشعر أنه شعر أما كصحفي فالصحافة بالنسبة لي تعتبر مهنة المتاعب والعمل بها يعتبر عملا شاقا ودؤوبا، وبالتالي يحتاج العمل إلى الجرأة أحيانا والصدام واختلاف الرأي، لكنه في الوقت ذاته عمل ممتع ولذيذ وركض مؤرق جميل لأنه يقدم الحدث بكامل جوانبه على طبق من ورق بكل صدق وأمانة. الصحافة اختلفت اليوم عن السابق في السبق الصحفي، الذي لم يعد موجودا، وذلك يعود إلى الطفرة التقنية وكثرة المنافذ الإعلامية التي انتشرت في المعمورة، ولكن مع ذلك لم تؤثر تلك المنابر والنوافذ الإعلامية على الصحافة بشكل عام فهناك الكثير من الجوانب التي تركز عليها الصحافة وبالتالي تفوقت فيها، ولا ننسى أن الصحافة كانت ولا تزال هي السلطة الرابعة التي تقوم بدورها على أكمل وجه، ولا أنسى أنها علمتني أن إرضاء الضمير غاية أدركها، وتعلمت أن الكلمة الطيبة هي جواز مرور إلى كل القلوب. ما رأيك في الساحة الشعبية الآن، ومتى تعود لسابق وهجها؟ الساحة الشعبية بشكل عام في سباق ماراثوني وكل يسلم الراية للذي يليه، ومستمرة في توهجها ومن يتابع مخرجات برنامج «شاعر المليون» يدرك أن الساحة بخير. متى يعتزل تركي المريخي الشعر؟ الشعر ليس «لعب عيال» لكي يعتزله الشاعر متى ما أراد، بل موهبة متى احتاجها الشاعر حضرت. ما الحديث الذي تود أن تقوله بعد مغادرة برنامج «شاعر المليون»؟ أولا ليس هناك مغادرة والجميع رهن الإشارة لخدمة الأدب، ولكن يجب على كل شخص عاقل إذا أراد أن يعيش حياة أجمل أن يجعل التسامح إحدى القيم الرئيسية في حياته وبهذا السلوك سيظفر على الأقل بالسمو الأخلاقي.