أكد الصحافي علي المسعودي أن مشاركته في مسابقة «شاعر العرب» تحققت فيها فوائد السفر السبع، وأنه تصرف وتحدث بكامل حريته، وقال: «لقيت من محبة الشعراء وفرحهم بي ما ألجمني»، معترفاً أن لكل عمل بشري نواقصه. وأضاف في حوار مع «الحياة» أنه لا يعلم شيئاً عن غضب أعضاء لجنة التحكيم في برنامج «شاعر المليون» منه، بسبب انتقاده لهم، معتبراً أنهم بالنسبة إليه «إخوة وأحبة»... فإلى تفاصيل الحوار: انسحابك من برنامج «شاعر المليون»، فسرته حينها بأنه عائد لرغبة شخصية ولا علاقة له بوجود اختلافات مع القائمين على البرنامج أو اعتراضات حوله. بماذا تفسر الآن عودتك إلى هذا النوع من البرامج والمسابقات كعضو لجنة تحكيم في مسابقة أقل شعبية من «شاعر المليون»؟ - هناك كثير من الاحتمالات التي تصلح جواباً لهذا السؤال... منها أنه لم يعجبني طاقم العمل فخرجت، لم ألتزم الأوامر والنواهي فأُخرجت، اعترضت على النتائج فكان الفراق، وحاولت التغيير في الآلية المرسومة فكان الوداع، وانشغلت في أموري الخاصة فاعتذرت، ورأى القائمون أن التغيير في اللجنة ضروري لمصلحة البرنامج فغيروني، ولم أعجب السيد قشطة والسيدة لخمة فزحلقوني! الاحتمالات والتأويلات كثيرة والحقيقية واحدة... هي أنني خرجت برغبتي وبالاتفاق الودي مع المسؤولين في هيئة أبوظبي، أما عودتي لهذه النوعية من البرامج... فتأتي بتأويلات أخرى منها مثلاً أنهم أغروني بمبلغ من المال فعدت، وأني عدت لأحرق قلوب القائمين على «شاعر المليون»، وكنت «فاضياً» جداً فوافقت، واحترمت العمل فكنت من ضمنه، أو أن العمل قريب من بيتي فكانت الموافقة! وفي الحقيقة أن عملي في هذه النوعية من البرامج مرهون بظروف وشروط متى ما توافرت كان العمل. انتقدت في برنامج درب البيرق الطريقة التي تقوّّم بها لجنة التحكيم قصائد الشعراء المشاركين... ألا ترى أنك لم تكن شجاعاً بقدر ما كنت جارحاً؟ - لا أرى في الأمر شجاعة ولا تجريحاً، فهناك طريقة أفضل في النقد والتقويم يمكن أن نصل إليها جميعاً عندما نساعد بعضنا ونشجع أنفسنا على التقويم الحر. هناك طريقة نقد تسمى الانجراف لما هو متاح، فعندما يتسابق من حولك لمدح الشاعر أمامهم تنجرف أنت لا إرادياً أو إرادياً للمدح، لأنه من المعيب أن تنتقد فتظهر بصورة البشع بينما يتجمّل زملاؤك ويخرجون ببياض الوجه. ما قلته هو ملاحظات عابرة موجهة لنفسي قبل أن أوجهها للآخرين وما أعضاء لجنة المليون إلا نموذج متاح لكنه ليس النموذج الأفضل فمن يقوّم من ومن ينتقد من؟... وأرى أنه لابد من إعادة تقويم الذائقة بأكملها. غضب أعضاء لجنة التحكيم في «شاعر المليون» بدر صفوق وتركي المريخي وسلطان العميمي من تلميحاتك القاسية ضدهم... ألا يعنيك غضبهم في شيء؟ - لم تكن تلميحات بل تصريحات، ولا أدري عن غضبهم وكيف عبروا عنه، وجمعني قبل أيام في أبو ظبي لقاء مع الأخ بدر صفوق وبادرني على الفور بالقول: «تعال نتشاجر... لماذا تنتقدني؟»، وأجاب عن سؤال نفسه بنفسه: «لماذا احتج، لأنك انتقدتني مرة واحدة وأنا انتقدك منذ عشر سنوات؟!»... فضحك، وضحكت على السؤال والجواب. أما الأخ تركي فلم أنتقده في شيء... والأمر نفسه بالنسبة إلى سلطان العميمي. في النهاية الأمر أصغر من أن اختلف معهم لأجله... فهم إخوة وأحبة لو قدّر لك مجدداً أن تختار عضو لجنة تحكيم ليحل مكانك غير بدر صفوق... من ستختار؟ - أرى أن الإخوان في اللجنة متناغمون و «لايقين» لبعض كثيراً، ومن العيب أن اقترح أسماء فأظهر وكأني أشير إلى حتمية تغيير بدر... لأن المسألة تتعدى امر النقد والشعر... فهي أرزاق. الشيء الآخر والمهم هو أن مكاني ليس بتلك الصعوبة التي تحتاج إلى تفكير طويل كي تختار من يمثله، لأن النقد سهل جداً وملخصه: «ونعم فيك... وفي اللابة اللي انت منها... وبيض الله وجهك على القصيدة». من مِن أعضاء لجنة التحكيم في «شاعر المليون» ترى أنه حان الوقت ليسلم الراية إلى حكم آخر غيره؟ - هذا سؤال يفتح باب التباغض... الله لا يغير عليهم ويوفقهم جميعاً. أما زلت على خلاف مع نايف الرشيدي؟ - الأصدقاء حتى وان اختلفوا يبقون كما هم أصدقاء، أثق بمحبة نايف لي... ويثق بمحبتي له... وكفى. كيف ترى مشاركتك في شاعر العرب؟ - فيها فوائد السفر السبع، تصرفت وتحدثت بكامل حريتي، ولقيت من محبة الشعراء وفرحهم بي ما ألجمني، ولكل عمل بشري نواقص. هل خدمت المسابقات الشعرية الساحة الشعبية؟ - خدمت أصحابها أولاً، وخدمتني أيضاً، وخدمت الساحة، وأفادت جوانب وأضرت أخرى في المجتمع.