أثار طلب الحكومة العراقية من السعودية أمس (الأحد) تغيير سفيرها في بغداد ثامر السبهان استهجان القوى السياسية السنية، خصوصا أن هذا القرار كان قد ألمح إليه وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري الشهر الماضي خلال وجوده في طهران، الأمر الذي اعتبره مراقبون أنه جاء بتعليمات إيرانية مباشرة. وانتقد «ائتلاف متحدون» الذي يقوده أسامة النجيفي قرار حكومة العبادي، وأكد أنه في غير محله رافضا استبدال السفير السعودي في العراق، وطالب بمنحه فرصة أكبر للعمل في البلاد حسب ما قاله القيادي في الائتلاف خالد المفرجي. واعتبر «اتحاد القوى» القرار مغامرة بعلاقات العراق مع دولة بحجم السعودية. وقال الاتحاد في بيان أمس ردا على طلب الخارجية العراقية من السعودية تغيير السفير السبهان إن قرار الحكومة العراقية يفتقد لأبسط قواعد العلاقات بين البلدان، مشددا على أن مواقف السفير السعودي تصب في الصالح العراقي، واصفا مواقفه بالطيبة وتحمل نيات السعودية المخلصة تجاه العراقيين بلا تمييز. في غضون ذلك، شنت شخصيات برلمانية سنية هجوما عنيفا على قرار الحكومة العراقية تغيير السفير السبهان إلى الحد الذي وصف فيه بعضهم السبهان بأنه «الشاهد الدبلوماسي العربي الوحيد» على جرائم ميليشيات الحشد الشعبي بحق السنة في مختلف مناطق العراق. وقال السفير السبهان في تصريح إلى «عكاظ» إنه لم يتم استدعاؤه أو مطالبته بمغادرة بغداد من قبل الخارجية العراقية. وأضاف: لست موجودا في العراق في الوقت الحالي، مؤكدا أنه في خدمة الوطن والقيادة في أي مكان. ونقلت قناة «العربية» أمس عن السبهان قوله ردا على سؤال عن طلب تغييره: «إن سياسات المملكة في العراق لن تتغير بتغير الأشخاص، وإن العلاقات السعودية مع السياسيين العراقيين ودية». ولفت إلى أن التصريحات الأخيرة التي كشفت عن مخططات لاغتياله، ربما دفعت الميليشيات الإيرانية في العراق إلى ممارسة ضغوط على الحكومة العراقية جعلتها تطالب بذلك.وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد جمال، قال في بيان مقتضب أمس إن «وزارة الخارجية العراقية طلبت من نظيرتها السعودية استبدال السفير السعودي لدى بغداد ثامر السبهان». وقال السبهان «لا أعتقد أن هناك شيئا ما قد مس العراقيين من شخصي»، مؤكداً أنها أول مرة تطلب دولة عربية من دولة عربية تغيير سفيرها.