رحل الروائي ميشال بوتور عن سن تناهز 89 سنة. ويعتبر أحد الوجوه الأدبية الكبيرة في فرنسا والعالم. أتى إلى الأدب والرواية من نبع الفلسفة وعلم اللغة اللذين تخصص فيهما في جامعة السوربون بباريس، زاول التدريس لرغبة دفينة في نفسه أن يخوض مغامرة السفر واكتشاف الأمكنة والشخوص، ولتحقيق هذا الهدف اشتغل مدرسا للغة الفرنسية في مصر، واليونان، وبريطانيا وسويسرا، كما اعتمدته دار غاليمار العريقة محررا لمنشوراتها، ثم درّس أيضا في جامعة جنيف. وقد صنف ميشال بوتور في الأدبيات النقدية المهتمة بتاريخ الرواية ضمن مؤسسي حركة الرواية الجديدة إلى جانب صديقة ألان روب غرييه خلال فترة الخمسينات والستينيات. ومن بين أبرز أعماله رواية «التحول» التي صدرت عام 1957 وهي السنة الأدبية التاريخية والاستثنائية التي ستعرف صدور ثلاث روايات أخرى ذات النزوع التجريبي نفسه وهي: «الغيرة» لألان روب غرييه و«الريح» لكلود سيمون و«الانتحاء» لناتالي ساروت. هذه الحركة التجديدية واكبها النقد باحتفاء تارة وبازدراء تارة أخرى. ورغم ما يقال عن رواية التحول من آراء سلبية إلا أن النقد الأدبي العالمي أجمع على أن رواية «التحول» تعتبر من بين أهم روايات القرن العشرين التي أحدثت انقلابا في بناء الرواية بل وإعلانا بموت الرواية التقليدية. دافع بوتور عن توجهاته الأدبية بقوة من خلال عدد مهم من المقالات والدراسات. نال بوتور العديد من الجوائز عن استحقاق من بينها جائزة «رونودو» والجائزة الأدبية الكبرى من الأكاديمية الفرنسية.