تنفث مصانع الأسمنت والرخام والسيراميك على سكان حي الجبس (جنوبالرياض) الأمراض التنفسية والغبار، ولم تقتصر معاناتهم على التلوث الذي تحدثه تلك الشركات في المكان، فالأهالي يشكون من نقص حاد في الخدمات التنموية، فضلاً عن العشوائية الطاغية على الحي. وشدد السكان على أهمية أن تلتفت لهم الجهات المختصة وتزودهم بمركز صحي، وتطور شبكة الكهرباء، وتدعمهم بالخدمات التنموية الأساسية أسوة بالأحياء المجاورة لهم، موضحين أن غالبيتهم من ذوي الدخل المحدود ويستحقون النظر إلى احتياجاتهم باهتمام. وانتقد مسفر الدوسري العشوائية التي تطغى على حي الجبس، مشيراً إلى أنه يعاني من أهمال وتجاهل الجهات المختصة في الرياض. وحذّر الدوسري من تفشي الأمراض الصدرية بينهم بفعل الغبار المنبعث من مصنع الإسمنت والشركات المتخصصة في الرخام والسيراميك المتاخمة لمساكنهم، مبينا أن الأهالي باتوا يتنفسون الموت في حي الجبس. وذكر الدوسري أن المنازل تتناثر بعشوائية في الحي دون تخطيط عمراني يشبه الأحياء المحيطة به، لافتا إلى أن الشوارع مهملة وتفتقر للتعبيد والرصف والإنارة، فضلاً عن انتشار الحفر والأخاديد فيها بكثافة، مع تفشي مياه الصرف الصحي فيها. وشكا ناصر القحطاني من افتقاد حي الجبس للخدمات التنموية الأساسية كالمراكز الصحية والمدارس الثانوية، مشيرا إلى أن 70% من سكان الحي من ذوي الدخل المحدود، ويستحقون أن تنظر لهم الجهات المختصة بعين الاهتمام. وقال القحطاني: «المنازل المتهاوية في حي الجبس ينقصها الكثير من الخدمات الضرورية التي تتوافر في غالبية أحياء مدينة الرياض»، مشيراً إلى أن عدم وجود مركز صحي يضطر السكان للذهاب إلى الأحياء الأخرى بحثاً عن العلاج. واستدرك: «لكن الخطورة تكمن في كيفية التعامل مع الحالات الطارئة في ظل غياب الحد الأدنى من الخدمات الصحية»، منتقداً تجاهل وزارة الصحة لمطالبهم المتكررة بإنشاء مركز رعاية أولية في حيهم، رغم أنهم اختاروا الموقع المناسب له. وتذمر القحطاني من استحواذ الشاحنات وسيارات العزاب والعمالة على مداخل الحي ومخارجه، مسببة ازدحاماً في الموقع، مشدداً على أهمية أن تكثف دوريات المرور في الحي، وتضبط الأمور بدلاً من ترك الحبل على الغارب على حد قوله. ورأى مسعود الرشيدي أن المشكلة الأزلية التي يعانون منها في حي الجبس تتمثل في ضعف التيار وانقطاعه المستمر، ما تسبب في تلف كثير من الأجهزة الكهربائية، وإفساد الطعام في الثلاجات، متمنياً تدارك الوضع سريعاً، وتقوية الشبكة وإنهاء المعاناة التي تتزايد بحلول فصل الصيف. ونبّه الرشيدي إلى معاناة سكان حي الجبس من التلوث الصادر من مصانع الإسمنت والسيراميك والرخام الملاصقة لحيهم، مشدداً على أهمية تدارك الوضع وإنهاء الخطر المحدق بهم. وطالب الرشيدي بإزالة ومراقبة البيوت المهجورة في الحي حتى لا تكون أوكاراً لضعاف النفوس، مبيناً أن الشوارع الداخلية للحي بحاجة للرصف والسفلتة والإنارة.