يتخفى مجهولو الهوية ومتعاطو المخدرات ومخالفو نظام الإقامة في حي الجبس، المناخ سابقا، نظرا لانتشار البيوت المهجورة في جنبات الحي، الذي يئن تحت وطأة عشوائية التنظيم وتهالك الشوراع، وتشبعها بالمياه الآسنة، وبرك مياه الأمطار، ومخلفات البناء والنفايات، في مشهد لا يمكن تخيله وسط العاصمة الرياض. ويؤكد ل«عكاظ» مصدر في المجلس البلدي السابق في الرياض أن أعضاء من المجلس السابق قاموا بزيارة ميدانية لحي الجبس وأحالوا التوصيات والمقترحات إلى أمانة المنطقة، مشيرا إلى أنها تضمنت تعويض سكان الحي ونقلهم إلى موقع آخر، أو العمل على تطويره بالشكل المناسب. «عكاظ» تجولت في الحي لرصد معاناة الأهالي، حيث يقول سالم القحطاني: نعيش في حالة قلق وخوف على أسرنا من مجهولي الهوية ومتعاطي المخدرات الذين ينتشرون في أرجاء الحي ويستغلون المنازل المهجورة وبعد الحي عن الأنظار لارتكاب المحظورات. وناشد الجهات المعنية بالعمل بشكل عاجل على إزالة المنازل المهجورة التي تزداد يوما بعد آخر، والاستفادة من مواقعها في توفير احتياجات الحي من المشاريع الخدمية كإنشاء جوامع أو حدائق عامة. واشتكى ناصر القحطاني من انتشار العمال الوافدين المخالفين من مجهولي الهوية من مختلف الجنسيات داخل الحي، وطالب دوريات الأمن والجوازات بالتواجد المكثف داخل الحي خاصة في الأوقات المتأخرة من الليل. وأوضح محمد العنزي، أن العديد من الوافدين، خاصة من الجنسيات الآسيوية، عمدوا إلى ترميم المنازل المهجورة واتخذوها مساكن لهم بشكل مخالف. وأكد نافع العنزي ان الشوارع الداخلية للحي بحاجة ماسة إلى السفلتة والصيانة، خاصة في ظل انتشار الحفريات التي تهملها بعض الجهات المنفذة للمشاريع، مندهشا من تبعية الحي لبلدية السلي الفرعية الواقعية شرقي الرياض والتي تبعد مسافة كبيرة عنه، في حين تتوفر بلدية فرعية في حي العزيزية الملاصق مباشرة للحي، مناشدا المسؤولين بنقل تبعية الحي إلى العزيزية.واعتبر فارس محمد أن طفح مياه الصرف الصحي مصدر الخطر الحقيقي على سكان الحي، خاصة أنها تلوث البيئة بشكل كبير وتساهم في انتشار الحشرات والقوارض الضارة في الطرقات والشوارع الغارقة بالمياه الآسنة. وتتضاعف المعاناة عند هطول الأمطار حيث تظل الشوارع والمنازل المهجورة غارقة في المياه لأيام عدة، مناشدا الجهات المعنية بالعمل على تنفيذ مشروع لتصرف مياه الصرف الصحي والأمطار لخطورتها على الصحة العامة.وتساءل نواف العنزي عن أسباب تجاهل الجهات المعنية لإزالة السيارات الخربة القديمة المنتشرة في الحي، قائلا «نخشى أن تكون هذه السيارات مسروقة وألقيت في الحي بعد أن نفذت بها جرائم عدة، كون الحي لا يعرفه الكثيرون ولا يدخله إلا سكانه»، مبديا تخوفه من قابلية هذه السيارات للاشتعال في أية لحظة، بالإضافة إلى تشويهها للمنظر الجمالي للحي. ويطالب سعيد العنزي الجهات المختصة بتوفير مختلف الخدمات العامة أسوة بالأحياء المجاورة، وبناء مدارس جديدة للبنين والبنات، حيث إنهم ملتحقون بمدارس حي العزيزية باعتباره حيا قريبا. وانتقد علي البيشي غياب مركز للهلال الاحمر والدفاع المدني عن الحي، خاصة أنه محاط من مختلف الجهات بمصانع عدة قابلة لاندلاع الحرائق في أي وقت، مؤكدا أن أقرب مركز للدفاع المدني يقع في حي الدارالبيضاء. وأخيرا يأمل محمد القحطاني بتوفير قطعة أرض داخل الحي وتخصيصها كمقبرة للسكان، ولا سيما أن المقبرة الوحيدة مهجورة منذ 40 عاما تقريبا، مؤكدا أن سكان الحي يدفنون موتاهم في المقابر المجاورة لا سيما مقبرة جنوبي الرياض. مصنع السموم يفتقد حي المناخ أقدم أحياء الرياض، للعديد من الخدمات حيث لم يكن يوما محلا لاهتمام الجهات ذات العلاقة، ما دعا ساكنيه إلى تغيير مسماه إلى حي الجبس نظرا لقربه من مصنع الأسمنت الذي يبث سمومه في صدورهم صباح مساء، فيما رسخت أمانة الرياض ذلك بإطلاقها اسم مقبرة الجبس على المقبرة القديمة التي يحتضنها الحي المنسي.