ما إن تحل العطلة الصيفية أو الأسبوعية حتى يجد المجتمع نفسه في جدل وخصام مع أبنائه الشباب الذين يراهم في الشوارع جالسين على الأرصفة أو دائرين بسياراتهم أو يغيبون عن عينهم في الاستراحات وفي أحسن الأحوال يكون دورانهم وصياعتهم في المولات ولا شيء غير ذلك، ويبات المجتمع قلقا على هؤلاء الأبناء الذين يسهرون الليل وينامون النهار وربما فرغ بعضهم شحنات طاقته الشبابية في أمور مؤذية مثل التفحيط والتسابق بالسيارات أو التشويش من خلال رفع أصوات المسجلات على السكان الهاجعين في بيوتهم ليلا. إن المجتمع ومن خلفه المؤسسات الرسمية المختصة ما زالت تكتفي بالتنديد بهذه السلوكيات الشبابية دون أن تسعى لعلاجها علاجا يتم من خلاله امتصاص طاقات الشباب في برامج ترفيهية بريئة ومقننة وجاذبة وفي مواقع مناسبة وقريبة من كل حي، من أندية في الأحياء وحدائق غناء وخدمات سياحية مسلية يستطيع الشباب من الجنسين الاستفادة منها وتفريغ طاقاتهم الشبابية تفريغا إيجابيا بدل هذا التفريغ السلبي الذي أقض مضجع المجتمع وحمل الجهات الأمنية مسؤوليات إضافية، حيث تتلقى تلك الجهات آلاف البلاغات يوميا عن إزعاج يصدر عن تجمعات شبابية فإذا وصلت الدورية الأمنية وطلبت منهم التفرق سألوها قائلين إلى أين نذهب في الإجازات؟! لقد كان المجتمع في عهد البساطة عندما كانت الشوارع شبه مظلمة، يكتفي شبابه باللعب والمرح بجوار منازلهم أو في أزقة الحارة فإذا خيم الليل عادوا إلى منازلهم وتكون عودتهم بعد صلاة العشاء بساعتين على أكثر تقدير، أما الذين يمانعون في العودة في الوقت المحدد فإن أسرهم تخوفهم بأن «الدجيرة» سوف تظهر في نهاية الزقاق المظلم وسوف تمسك بالواحد منهم بطرف رجله، وكان مثل هذا التحذير كافيا لعودتهم إلى منازلهم، أما وقد أضيعت الشوارع وارتفع وعي الشباب فإن حيلة الدجيرة والغولة لن تقنعهم بقطع سهراتهم وإنما الذي يقنعهم وينظم وقتهم وتفريغ طاقاتهم الشابة هو برامج ترفيهية مدروسة دراسة وافية تجعلهم يمارسون نشاطهم الشبابي ويفرغون طاقاتهم بعيدا عن كل الأخطار. [email protected]