قبل أيام لم يستطع مواطن وأسرته العودة إلى منزلهم الواقع شمال مدينة أبها بعد أن تجاوزت الساعة 12 بعد منتصف الليل، بسبب حيلولة المهرجان الشبابي، الذي يفتعله مَنْ يُسمَّون ب «الدرباوية» كل ليلة بالقرب من أماكن سكنهم. تجمع هائل لشبابٍ طائشٍ ذوي هيئات غريبة، وتصرفات مريبة، يتضمن استعراضاً، وتفحيطاً بالسيارات، وصراخاً، وتشجيعاً، ومظاهر مزعجة لم تجد حلاً رادعاً لها حتى الآن. أهالي القرى المجاورة لخط التعاون في أبها بذلوا كثيراً من الجهود لإيجاد حل لتلك الأزمة، التي أقضَّت مضاجعهم دونما فائدة، فمنهم مَنْ كتب خطابات لإمارة المنطقة، ومديرية الشرطة، وطالب آخرون بوضع دوريات ثابتة للحد من تلك التجمعات، إلا أن شيئاً من ذلك لم يجد صدى، وازدادت المعاناة بمرور الأيام. من الجيد أن يكون لدينا طاقات شبابية «كمية» يمكن استثمارها لصالح الوطن، ولكن من الضروري أن نقوم بتوجيه تلك الطاقات نحو السبل الصحيحة للتعبير عما في أنفسهم، لتحقيق النفع لوطنهم بتوفير مجالات وظيفية، أو ترفيهية بديلة عن ترك الحبل لهم على الغارب. وقبل كل ذلك، فظاهرة «الدرباوية» لم تنتهِ كما يظن بعضهم، فقد شاهدنا عودتها في بعض متنزهات عسير خلال الصيف الحالي، وانزعج كثيرون من وجودها ضمن أماكن التنزه، التي يخلد إليها الشخص عادة للاستجمام، والبحث عن الراحة. كل ما في الأمر أننا في حاجة إلى قرار صارم، يضع حداً لتلك الظاهرة المزعجة بتوفير دوريات أمنية ثابتة في أماكن وجود هؤلاء، أو الإمساك بهم، ومعاقبتهم على ذلك بما يتواءم مع حجم الضرر الذي افتعلوه هنا وهناك، وأخذ تعهدات خطية عليهم، وعلى أولياء أمورهم بعدم العودة إلى مثل هذه الفوضى. لست قانونية، ولا أعلم ما الإجراء الأمني الذي يمكن اتباعه في مثل حالاتهم، لكن المهم أن يُحلَّ هذا الأمر بأي طريقة يمكن أن توفر الراحة والأمان لمَنْ عانى منهم.