لا أعرف كيف ينظر المسؤولون عن الحركة الرياضية وفي مقدمتهم الأمير عبدالله بن مساعد ورؤساء الاتحادات الرياضية إلى الفشل الذريع الفظيع المريع الذي واجهته بعثتنا الأولمبية في أولمبياد ريو، وكيف لهم أن يفسروا عدم حصول أي رياضي سعودي في أي لعبة كانت على أي ميدالية حتى ولو كانت خشبية في الوقت الذي حصلت فيه جزر تكاد أن تكون مجهولة على ميدالية أو أكثر؟، لماذا ذهبنا إلى هناك أصلا وتكبدنا كل هذا العناء وصرفنا كل هذه الأموال ما دام الإنجاز الوحيد لبعثتنا هو الدخول إلى عرض الافتتاح والتلويح للجماهير ثم الخروج من الباب المقابل ؟!. قد لا أكون مبالغا لو قلت بأن مجموع مساحات المنشآت الرياضية والمجمعات الأولمبية في المملكة أكبر من مساحة بعض الدول الصغيرة التي فاز رياضيوها بميداليات في أولمبياد ريو، ولكن ثمة فارق كبير بين الإدارة الرياضية التي تصنع الإنجازات والإدارة الرياضية التي لا تصنع سوى التصريحات، وأظن أنه لو تم ضم لعبة التصريحات ضمن الألعاب الرياضية لحصدنا كل ما فيها من ذهب وفضة وبرونز. المؤلم أننا في أولمبياد سيدني قبل 16 عاما دخلنا السجل الأولمبي لأول مرة عبر ميدالية في ألعاب القوى وأخرى في الفروسية وكان من المتوقع أن يكون ما حققه العداء صوعان والفارس العيد أول الطريق نحو الإنجازات الأولمبية ولكن للأسف الشديد فإن ما تحقق في بلاد الكنغر لم يتكرر أبدا ما يوحي بأنه جاء نتيجة عطاءات فردية وجهود بعيدة عن المؤسسة الرياضية التي واصلت حصد الفراغ في الدورات الأولمبية اللاحقة. هذا الإخفاق الكبير في الدورة الأولمبية يستدعي وقفة جادة لمراجعة أين ذهب كل هذا الإنفاق على القطاع الرياضي منذ عدة سنوات والسؤال عن الفائدة المرجوة من المؤسسة الرياضية ما دامت عاجزة عن صناعة الأبطال وصقل المواهب الوطنية بحيث تكون جديرة بتمثيل بلد بمكانة وحجم المملكة العربية السعودية، أما إذا عدنا إلى سياسة الوثب الطويل على الحقيقة والقفز بالزانة على الواقع الرياضي المخجل والسباحة في حوض المجاملات فإننا بالتأكيد سوف نبقى على حالنا في الدورة الأولمبية القادمة نتفرج على إنجازات دول الكاريبي الصغيرة وننسى أن بلدنا مشارك أصلا في الأولمبياد ! [email protected]