لا أشك أن عديداً من المتابعين الرياضيين العرب يشعرون بخيبة أمل وهم يتابعون حصاد رياضييهم في دورة الألعاب الأولمبية الحالية ريو دي جانيرو التي تختتم بعد غدٍ الأحد، حيث لم تتمكن الفرق العربية ورياضيوها في ألعاب مختلفة، في فئتي الرجال والنساء إلا من حصد 12 ميدالية ملونة، وهو رقم محبط ومخيب للآمال. ولو استعرضنا تاريخ مشاركات رياضات دولنا العربية منذ أول مشاركة في الدورة الخامسة التي أقيمت في إستوكهولم 1912، ستزداد حالة الخيبة والإحباط، إذا علمنا أن هذه الرياضات لم تحرز أي تقدم، من مشاركة إلى أخرى إلا بفارق بسيط جدّاً، وأن أفضل مشاركاتها كانت في سيدني 2000 عندما حققت 14 ميدالية كانت اثنتان منها للمملكة العربية السعودية وهي فضية هادي صوعان في ألعاب القوى، وبرونزية الفارس خالد العيد، كما أن أفضل مركز حققه العرب من حيث تحقيق الميداليات الذهبية كان في أولمبياد أثينا 2004 بأربع ذهبيات، وفي المجمل العام يملك العرب حتى آخر ميدالية في أولمبياد ريو التي حققتها البحرين في ألعاب القوى، 23 ميدالية ذهبية. كل هذه الإنجازات العربية تكاد تتساوى مع إنجاز لاعب واحد فقط وهو السباح الأمريكي مايكل فيليبس الذي حقق في أربع مشاركات 21 ميدالية ذهبية من أصل 25 ملونة، بمعنى أن لاعباً واحداً يضاهي في إنجازاته كل إنجازات رياضيينا العرب تقريباً، وهذا أمر يرفع من حالة الخيبة والإحباط لدينا، فما الذي نحتاجه أو ينقص أغلب دولنا العربية لتحرز تقدماً كبيراً في المشاركات المقبلة ابتداءً من طوكيو 2020، خاصة إذا علمنا أننا نصرف وقتاً وجهداً ومالاً كبيراً في إعداد اللاعبين للمشاركة. أعتقد أن حالة الإحباط والخيبة والهزيمة هي التي تواصل سيطرتها علينا كعرب من عدم التفوق ومنافسة الأبطال الأولمبيين، إضافة إلى أننا أصبحنا نصرف أموالنا في غير محلها على رياضيين غير مؤهلين لخوض منافسات أولمبية عالمية في بعض الأحيان إلا ما ندر، لأن الأولمبياد مشروع دول ويحتاج إلى برامج خاصة وخطط وبرامج طويلة كما ذكر العداء السعودي مخلد العتيبي قبل يومين بعد خروجه المبكر من أحد السباقات، وليس هدراً ماليّاً في وقت محدد على معسكرات وبرامج قصيرة، ولذلك نعتبر تحقيق بعض الأبطال العرب هذا الكم الخجول من الميداليات كما يحدث الآن في ريو تفوقاً، كما أن كل لجنة أولمبية في دولنا العربية لها أسباب لإخفاقاتها لأن كل واحدة منها لها سياستها وأسلوبها الخاص في صناعة الأبطال الأولمبيين إن صح التعبير، وقد استعرضت في الأسبوع الماضي، ما يتعلق بالمملكة، ولكن نتفق على أن جميعهم فشلوا في تحقيق تطلعاتنا بأن تصبح الدول العربية بشكل عام متقدمة في المسابقات الأولمبية، وعلى كل دولة أن تبدأ من الآن في عرض مشاريعها ودراسة إخفاقاتها وإصلاحها بدلاً من التبرير الذي اعتدنا عليه بعد كل دورة.