أمر مخجل ومؤسف في الوقت نفسه أن يغيب اسم بلادنا عن جدول ترتيب ميداليات أولمبياد ريو دي جانيرو في البرازيل، فتشاهد بكل أسف قائمة الدول التي تحصلت على الميداليات وتجدها أكثر من ستين دولة ولا يوجد بينها (المملكة العربية السعودية)، نعم بلد يقترب عدد سكانه من عشرين مليوناً وبها أكثر من 170 نادياً وعشرات الآلاف من اللاعبين لا يستطع ولم يؤهل أحدهم للمنافسة على ميدالية واحدة، بل إنه في تاريخ الأولمبياد عجزت بلادنا عن إنجاب بطل يتحصّل على ذهبية أولمبية، لا والله لقد أخطأت في التعبير فبلادنا أنجبت وتنجب ولكن لم يجدوا من يكتشفهم أو يصقلهم أو يدعمهم ويشجعهم أصحاب الشأن!!!! إننا ننظر بغبطة لأشقائنا في الكويت الحبيبة الذين حققوا ميداليتين في أولمبياد ريو، حيث حقق الرامي فهيد الديحاني ذهبية مسابقة الحفرة المزدوجة، بينما حقق عبدالله الرشيدي برونزية السكيت، فرغم أنها وللأسف جيرت تحت العلم الأولمبي إلا أنه بالتأكيد ستبقى باسم البطلين الكويتيين اللذين نفخر بهما وبمنجزهما. وإنني أستغرب عدم البحث عن أبنائنا ودعمهم وتأهيلهم في مجال الرماية (وهو ما جعلني أذكر إنجاز البلد الجار والشقيق)، حيث إن هذه المهارة (الرماية) يشترك بها أبناء الخليج وسبق للشقيقة الإمارات أن حققت ذهبية الحفرة المزدوجة في الرماية عن طريق حشر بن مكتوم، وهذه الإنجازات الخليجية في الرماية لا بُد أن تُحرك مسؤولي اللجنة الأولمبية في بلادنا وتبحث عن أبطال مثل هؤلاء وما أكثرهم وخصوصاً في المجالات العسكرية وتصقلهم وتدعم اتحاد اللعبة لصنع أبطال أولمبيين في هذا المجال. وليس هذا الجانب الوحيد الذي من المتوقع أن نجد في بلادنا أبطالاً سيحققون الذهب في الألعاب الأولمبية، فهناك الفروسية والتي سبق أن حقق فرساننا برونز لندن في قفز الحواجز، وأيضاً سنجد أبطالاً في مجال القوس والسهم، وسنجد أبطالاً أكثر في مجال ألعاب القوى والتي سبق أن حقق البطل صوعان فضية أولمبية (والذي أكد أنه شخصياً لم يكن نتاج برنامج أو مشروع رياضي!!!) ولكن نحتاج لصناعة أبطال صغار على مدى عشر سنوات قادمة وليس بيوم وليلة، وأخيراً في مجال الألعاب الجماعية يجب التركيز على كرة اليد التي أصبحت هي المُشرّف الوحيد لبلادنا في الألعاب الجماعية مؤخراً، وكانت قريبة من تحقيق برونز أولمبياد بكين. تلك الألعاب هي القريبة من أجواء بلادنا وهي الأقرب لبيئتنا ومن خلالها نصنع رجالاً مع الرعاية والاهتمام سيصبحون أبطالاً أولمبيين يرفعون علم بلادنا عالياً في المحافل الأولمبية، ويزينون جدول ترتيب الميداليات باسم بلادنا الغالية، فقد مللنا من المتابعة دون الفرح بتحقق ميدالية تُجير تحت اسم (المملكة العربية السعودية).