يضطر سكان خيبر الجنوب (75 كيلومترا شرق عسير) لخدمة أنفسهم بجهود ذاتية، في ظل نقص الدوائر والمرافق الحكومية المختلفة الذي يعاينه مركزهم، فهم يسعفون مصابي الحوادث بمركباتهم الخاصة، بسبب افتقادهم لمركز الهلال الأحمر، كما أنهم يتعاونون لإخماد أي حريق يشتعل في دار أحدهم بأدواتهم البسيطة، فانتظارهم لتأسيس مقر للدفاع المدني لا يزال مستمرا إلى أجل غير مسمى. ويأمل الأهالي في خيبر الجنوب بتأسيس بلدية مستقلة بهم في المركز، تنهي تبعيتهم لوادي بن هشبل، وتزودهم بالخدمات التنموية الأساسية التي يفتقدونها، كإنشاء مشروع لدرء السيول وتعبيد طرقهم ورصفها وإنارتها، مطالبين بمحاسبة المتسببين في تعثر مشروع المسلخ بعد تشييده بين التجمعات السكانية. واستغرب الأهالي إزالة بلدية وادي بن هشبل أخيرا أكشاك ومباسط بعض الأسر ذات الدخل المحدود بالسوق الشعبية بحجة التنظيم والتطوير، دون أن تنجز المشروع فضاعفت معاناة كثير من الأسر المحتاجة. وأكد سعيد محمد مسفر أن افتقاد خيبر الجنوب لمركز الهلال الأحمر يباشر الحوادث التي تقع بكثرة على طريق بيشة-خميس مشيط، أجبر الأهالي على التطوع لنقل المصابين بجهود ذاتية وبمركباتهم الخاصة، دون أن يكون لهم العلم الكافي بالإسعافات الأولية، ما يجعلهم يرتكبون أخطاء تضاعف من تداعيات تلك الإصابات. وذكر مسفر أن الأهالي فوجئوا بنقل خدمات مركز الهلال الأحمر بكامل كادره من خيبر الجنوب إلى محافظة خميس مشيط بعد اعتماد تشغيله من هيئة الهلال الأحمر السعودي، بدعوى عدم توافر المبالغ المالية للإيجار من قبل الهيئة، مؤكدا أن الأهالي على استعداد تام لتجهيز موقع لمركز الهلال الأحمر في خيبر الجنوب دون مقابل. وأشار محمد ظافر الواهبي إلى أن فرحة الأهالي لم تدم طويلا حين أعلنت المديرية العامة للدفاع المدني بمنطقة عسير حاجتها إلى استئجار مبنى، ليكون مقرا لمركز الدفاع المدني في خيبر الجنوب عام 1433ه، بعد أن تبين لهم إلغاء المشروع وسحب الإعلان. ورأى الواهبي أن افتتاح مركز للدفاع المدني بخيبر الجنوب على طريق بيشة -الخميس أصبح أمرا ضروريا؛ نظرا لابتعاده عن مراكز الدفاع المدني في صمخ ووادي بن هشبل، إضافة إلى كثرة الحوادث المرورية التي يشهدها الطريق، وما ينتج عنها من وفيات وإصابات، كان المواطنون فيها هم المنقذون، ما يعرضهم لأخطاء تفاقم آلام وجروح المصابين، مبينا أن الازدحام تضاعف فيه بعد ربطه بطريق بيشة الرين الرياض. وأبدى سعد ناصر فالح مخاوفه من غياب مشروع درء مخاطر السيول، ما جعلهم يعيشون الخطر كلما هطلت الأمطار، معربا عن استيائه من افتقاد خيبر الجنوب للعديد من الخدمات البلدية من حدائق عامة وملاعب للشباب وممشى، ليقضي فيها الأهالي أوقاتا مفيدة، وحتى يزاولوا الرياضة قريبا من منازلهم، مشددا على أهمية أن تتحرك وزارة الشؤون البلدية والقروية لاستغلال الأراضي الحكومية بالمركز لإقامة عليها ملاعب رياضية وحدائق عامة ومرافق ترفيهية. وانتقد سعيد علي الغربيشا ضعف البنية التحتية في خيبر الجنوب، مبينا أن غالبية طرق المركز تفتقد للسفلتة والرصف والإنارة، لافتا إلى أنهم يعانون من غياب شبكة تصريف السيول وتعثر كثير من المشاريع في البلدة، ملمحا إلى أن الأهالي يترقبون اعتماد بلدية مستقلة تخدم خيبر الجنوب وقراه، بدلا من تبعيتها لبلدية وادي بن هشبل. وشدد حزام ثابت على أهمية العناية بالأسواق الشعبية في خيبر الجنوب التي تعاني من غياب التنظيم والتطوير، مستغربا من إزالة بلدية وادي بن هشبل أخيرا أكشاك ومباسط بعض الأسر ذات الدخل المحدود بالسوق الشعبي بحجة التنظيم والتطوير، إلا أنها نفذت عمليات السفلتة والرصف، دون أن تعيد بناء الأكشاك التي كانت مصادر الدخل الشهري للأسر المحتاجة. وتعجب كل من ناصر محمد جبار وعايض محمد شقام وعبدالله فايز من تشييد بلدية وادي بن هشبل المسلخ النموذجي داخل الأحياء السكنية، لافتين إلى أن المشروع أنجز منذ سنتين ولم يتم تشغيله بعد أن أوقفه ديوان المظالم وقرر نقله بعيدا عن التجمعات السكنية، أستجابة لمطالب الأهالي. وطالبوا بمحاسبة من اختار الموقع الخاطئ للمسلخ لتسببه في هدر المال العام في مشاريع لم يستفد منها المواطن. وحذر مرزوق عبيد من التقاطع الخطر الذي يربط المداخل الرئيسي للمركز بالطريق العام، مشيرا إلى أنه يفتقد لمشاريع التجميل والتحسين، إضافة إلى افتقاده إلى الازدواجية، لافتا إلى أن الموقع شهد كثيرا من الحوادث القاتلة. واستغرب ظافر الواهبي تجاهل مديرية الزراعة في عسير للمتنزه البري بالمركز، بعد أن اعتمده أمير منطقة عسير وأصبح ضمن المخطط الإقليمي، مطالبا بالاهتمام بالمركز الذي يعتبر متنفسا للأهالي خصوصا في موسم الربيع وهطول الأمطار. وأشار إلى أن المتنزه يحتاج إلى تطوير، وتوسعة الطريق المؤدي إليه مع السفلتة والإنارة، وإنشاء مظلات مناسبة للعائلات، ودورات مياه، وتزويده بألعاب الأطفال المناسبة، وزراعته بالأشجار التي تتناسب مع الموقع، إضافة إلى التعريف به على الأطلس المحلي والإقليمي مع توثيق الإحداثيات له لكي يسهل الوصول إليه من قبل المتنزهين الزائرين للمركز من مختلف مناطق المملكة. مستشفى عام .. حلم الأهالي نقل حسان الحنيفي مطالب الأهالي بإنشاء مستشفى عام يحتوي على جميع الأقسام، مشيرا أن المركز الصحي في خيبر الجنوب يفتقد إلى الأجهزة والمعدات والكوادر الطبية، إضافة إلى خدمات الطوارئ 24 ساعة. وذكر الحنيفي أن مستوصف خيبر الجنوب يستقبل العديد من مصابي الحوادث، والحالات الإسعافية والولادة، بينما أقرب مستشفى للمركز هو المدني في خميس مشيط ويبعد 120 كيلومترا ومستشفى الملك عبدالله ببيشة ويبعد 180 كيلومترا.