فتحت وفاة مسن وزوجته في حريق نشب في بيتهم الشعر في خيبر الجنوب الأسبوع الماضي، ملف غياب الخدمات التنموية الأساسية عن المركز، مثل الدفاع المدني والهلال الأحمر والبلدية، خصوصا أن رجال الإنقاذ وآلياتهم قطعوا ما يزيد على 80 كيلومترا قادمين من خميس مشيط لمباشرة الحادث، ولم يصلوا للموقع إلا بعد تفحم الزوجين المسنين، ما يجعل افتتاح مراكز للدفاع المدني والإسعاف والبلدية في خيبر الجنوب بات ضرورة، لا تحتمل التأخير. وانتقد محمد ظافر حرمان خيبر الجنوب من الخدمات البلدية، مستغربا أن مركزهم الذي يضم عشرات القرى والهجر يتبع لمركز وادي بن هشبل، متسائلا عن أسباب تعثر مشروع مكتب خدمات المركز منذ سنوات، فغابت المشاريع التنموية عن قراه. وبين ظافر أن افتقاد مركزهم للدفاع المدني والهلال الأحمر، يسهم في تفاقم الحوادث، كان آخرها تفحم المسن وزوجته في بيتهما الشعر، لافتا إلى أنه لو كان في خيبر الجنوب رجال إنقاذ وإسعاف لباشروا الحادث سريعا، ولتقلصت الخسائر البشرية والمادية. وقال: «الحادث قضاء وقدر، لكن يجب أن نأخذ بالأسباب ونتبع سبل الوقاية، بدلا من الإهمال الذي يتسبب في كثير من الحوادث المؤلمة»، مشددا على أهمية أن تتحرك الجهات المختصة وتزود المركز بما يحتاجه من خدمات بإنشاء مراكز للهلال الأحمر والدفاع المدني والبلدية. وأكد شيخ قبائل بني واهب محمد الفويه أنه ذهب مع مجموعة من الأهالي لوزارة الشؤون البلدية والقروية للمطالبة ببلدية للمركز ولم يعتمد الطلب حتى الآن، مشيرا إلى أن اعتماد بلدية في خيبر الجنوب سيسهم في رفع مستوى الخدمات البلدية، وإقرار مشاريع تطويرية من سفلتة ورصف وإنارة تواكب الموقع الإستراتيجي للمركز، على الطريق الرئيسي بين بيشةخميس مشيط، يربط جنوب المملكة بالمناطق الغربية والوسطى، ويعد منطقة عبور المصطافين إلى منطقة عسير. ورأى الفويه أن الحوادث المرورية التي يشهدها المركز وقراه على طريق (بيشة-خميس مشيط) والتي يصاحبها حالات احتراق واحتجازات، تجدد مطالب الأهالي بافتتاح مركز للدفاع المدني، نظرا لبعد الخدمات عن الطريق الذي يشهد كثيرا من الحوادث والحرائق المتكررة. وناشد حزام الشهراني الجهات المختصة بإنشاء مركز للدفاع المدني وآخر للهلال الأحمر لمباشرة الحوادث والحرائق في مركز خيبر الجنوب، مشيرا إلى أن وفاة مسن وزوجته الأسبوع الماضي حرقا داخل بيتهم الشعر، يؤكد الحاجة الماسة لافتتاح مقرين لرجال الإنقاذ والإسعاف في المركز، فضلا عن حوادث السير التي تقع بكثرة على الطرق المجاورة. في المقابل، أوضح محافظ خميس مشيط سعيد بن عبدالعزيز بن مشيط أن هناك جهودا تبذل لتحقيق ما فيه مصلحة وخدمة المحافظة والمراكز المجاورة والقرى لافتتاح عدد من الخدمات سواء للدفاع المدني أو الهلال الأحمر أو البلدية، مؤكدا أن المجلس المحلي في المحافظة أوصى بإيجاد خدمات متعددة لخيبر الجنوب، إضافة إلى رفع تقرير إلى الإمارة بذلك، مؤكدا أن أمير منطقة عسير حريص على إيجاد العديد من الخدمات بالمركز وذلك بالرفع عن طريق مجلس المنطقة للجهات المسؤولة.