حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالباري الثبيتي من صور التفاخر المتمثلة في المجاهرة بالمعاصي، مؤكدا أن التباهي والتفاخر شوه المعاني السامية للكرم بتكلف الإسراف والتبذير حتى بلغ السفه والجحود والكفر بالنعمة، مبينا أن التبذير الذي نهى الإسلام عنه يشمل التفاخر والتباهي التطاول والتكاثر المبني على العُجب والرياء. وأوضح في خطبة الجمعة أمس إن الإسلام يرشد ويعلم أنه مهما عزت الأعمال وشرفت فإنه لا يستقيم الافتخار بها، مشيرا إلى أن الافتخار بالنفس وإظهار المكارم والجاه والحسب والنسب والتباهي بمدح الخصال والإعجاب بالنفس تعاظما صفات مذمومة ونوع من الضعف. وأضاف: إنه من أخطر صور التفاخر التي تهدد عقيدة المسلم هو الرياء، الذي وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بالشرك الأصغر، «والمتفاخرون بالمظاهر يتشبثون بسبب انتكاس الموازين وتوهّم القوة، والمال والصحة والجمال والمنصب هبة من الله تعالى، وهي متقلبة زائلة، وعلى المرء أن يقابلها بالتواضع. وبين إمام وخطيب المسجد النبوي أن الشهرة داء يطلب ودها الراكبون خلف السراب ولو على حساب مخالفة الدين والأخلاق، فطالب الشهرة يعيش أسيرا لنظرات المعجبين، مبينا أن من أخطر آثار التفاخر والتباهي أنه يفسد على المسلم دينه، فالدين يفسد بالحرص على الشرف بالدنيا إذا قصد به الرياء والسمعة، كما أن المفاخرة بالعبادات تذهب بركة الأعمال وتحبطها، فالعمل الصالح كالبستان كثير الثمار وإظهار الأعمال بقصد المفاخرة والرياء كالإعصار على البستان يمحقها ويذهب بركتها، وهو سبب لهزيمة الأمة.