يبدو أن غالبية أهالي القنفذة أصيبوا ب«عقدة المطر»، وباتوا يرددون وبكثرة شعر نزار قباني «أخاف أن تمطر الدنيا، ولست معي... فمنذ رحت.. وعندي عقدة المطر»... بعد أن بات هطوله، يجر عليهم كثيرا من الأضرار، منها قطع الطرق وإيقاف الحياة، فضلا عن انتشار مستنقعات المياه الراكدة التي تستمر لفترات طويلة، دون أن تتحرك الجهات المختصة لردمها وتجفيفها، فأضحت تصدر لهم الحشرات والأوبئة المختلفة منها الضنك والملاريا. واستمرار تأثير تداعيات المطر عليهم حتى الآن، على الرغم من توقفه هطوله منذ فترة طويلة، يؤكد أن ثمة تقاعسا من الجهات المختصة لإزالة أضراره (وفقا لآراء الأهالي). وشكا أحمد الفقيه من أخطار حفرة عميقة أحدثتها شركة الكهرباء في حيهم بعد أن أزالت مباني طوارئ أعطال المشتركين منذ نحو عام، ولم تضع حولها سواتر وحواجز، أو لوحات إرشادية وتنبيهية، فتحولت إلى خطر يتربص بهم، إضافة إلى أنها امتلأت بمياه الأمطار، وباتت تصدر لهم الروائح الكريهة والحشرات والأوبئة، لافتا إلى أنهم يخشون أن يسقط فيها أحدهم، خصوصا الصغار. وذكر يحيى حسن أن غالبية الأهالي في القنفذة أصيبوا ب«عقدة المطر» وباتوا يضعون أيديهم على قلوبهم كلما تلبدت السماء بالغيوم، بعد أن أصبح هطوله يجر عليهم كثيرا من الأضرار، مطالبا الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من تداعيات الأمطار التي هطلت على المحافظة. وشدد على أهمية شفط المستنقعات المنتشرة بين الأحياء عبر صهاريج الصرف الصحي. وشدد سالم الخالدي على أهمية أن تتحرك الجهات المختصة لإزالة المستنقعات التي انتشرت بكثرة في شوارع القنفذة، وأصبحت بيئة خصبة لتوالد البعوض والحشرات، مشيرا إلى أن هطول المطر تحول إلى كابوس بالنسبة لهم، بعد أن كانوا في السابق يفرحون بقدومه. إلى ذلك، أفاد رئيس المجلس البلدي السابق بالقنفذة محمد بامهدي بأن عمود إنارة بجوار مسجد بر الوالدين الذي يلاصق منزله بحي الخالدية تتدفق من قواعده مياه جوفية، ملمحا إلى أنه لم يجد أي حل للمشكلة المتفاقمة منذ أكثر من عام، مطالبا بمعالجة جذرية لمشكلة المياه الجوفية التي تهدد السكان بالأمراض والصعق الكهربائي عند وجود تمديدات كهربائية مكشوفة. في المقابل، أوضح مساعد مدير فرع المياه بالقنفذة المهندس محمد الغامدي أن المحافظة تحتاج إلى مشروع صرف صحي متكامل من أجل القضاء على المستنقعات التي تخلفها الأمطار في الشوارع، لافتا إلى أن مهمة سحب المياه والمستنقعات من الأراضي من اختصاص البلدية. وقال: «على الرغم من ذلك تتعاون شركة المياه لسحب المياه عند هطول الأمطار أو وجود تسربات»، مبينا أنه جرى طرح مشروع الصرف الصحي للمناقصة أخيرا.