في كل أسبوع تستضيف «عكاظ» مغرداً في «تويتر» وتجلسه على منصة المواجهة ثم ترشقه بالأسئلة المضادة والمشاكسة.. هو حوار ساخن هنا كل يوم ثلاثاء، وضيفنا هذا الأسبوع هو الأستاذ تركي ناصر السديري القاص والأديب والكاتب الرياضي المعروف صاحب الكتاب الشهير «الإسلام والرياضة». • في حسابك الرسمي في «تويتر» لا تقل آراءك مباشرة أو مواجهة.. هناك قضايا كثيرة تستخدم فيها «الريتويت» أي إعادة التغريد، فهل يعني ذلك أنك توافق آراء أصحابها كما كان واضحا في موضوعات تخص طارق كيال والأمور المالية للأندية الرياضية والتلاعب في دوري الدرجة الأولى وغيرها؟ •• لكل «تويتري»..طريقته! المهم.. ما يتواجد في الشجرة/الحساب من عصافير تويترية زرقاء بهية رأيا وتعليقا وموقفا، كلمة ونغماً، صورة ولوناً.. حسابي في تويتر جعلت ملكيته للجميع، لا أنفرد باحتكاره.. أو هكذا • هل تعتمد إلى الريتويت لضيق مساحة التغريدة في تويتر خاصة وأنك من الكُتاب العاشقين للإسهاب والتحليل العميق الطويل؟ •• التغريدة الجميلة تفرض نفسها، وأبتهج بها. يا صاحبي، كتابة المقالة تختلف عن تعليقة التغريدة، والتغريدة لها نكهة وشكل ومضمون.. وفضاء وضوضاء.. إنها مختلفة تماماً. التعصب والانحياز • قلت في حوار أخير إن الأهلي استحق اللقبين أما الهلال فقد خسر الدوري بجهود التحالف..أليس في العبارتين تناقض؟ وهل هناك من يتآمر على الهلال؟ •• الأهلي استحق الدوري والكأس.. والهلال خسر الدوري لأخطاء فنية، أفقدته نقاط الدوري ماكان يجب خسارتها بجهود «التحالف» الراعي الحصري لإعثار الركن الثابت في منافسة مسابقات الكرة السعودية، ونجحت خمس مرات بكل «دلهمة» و«تعاضد»!. • ألم يقل رئيس أسبق للهلال هو الأمير محمد بن فيصل في تصريح فضائي شهير إن لديه قائمة بالحكام الذين ساعدوا الهلال في بطولاته؟ •• الحكاية تم اختراعها، في حديث صحفي، فالأمير محمد قال إن جميع الأندية استفادت من أخطاء الحكام.. والهلال بالتالي استفاد، ولكنه أيضا خسر بسبب أخطاء الحكام. أما أن «لدية قائمة بالحكام الذين ساعدوا الهلال في بطولاته».. فتلك جديدة متجددة • أنت تحارب التعصب والمتعصبين لكن طرحك وريتويتاتك تجعل منك متعصباً كبيراً كما يقول بذلك كثير من الإعلاميين والمتابعين أيضا لك في تويتر؟ •• هات برهانك إن كنت من المتأكدين! يا صديقي، هناك فرق ما بين التعصب والانحياز. والفارق بينهما المعيارية، إذا كان الرأي والموقف يستخدم المعيار العلمي الرياضي فهو انحياز، ومتى ما كان الرأي والموقف لا يستخدم هذه المعيارية فهو تعصب.. لكونه منتجا انطباعيا عاطفيا ذا هوى! تعددية المعارف • أشرت إلى مقال لعبدالعزيز السماري ذكر فيه أنه «لاتزال أحادية العقل في المدارس والكليات.. مستمرة!».. في رأيك كيف يمكن لنا أن نخرج من هذه الأحادية إلى رحابة التنوع والاختلاف خاصة وأن هذا يُكرر منذ عقود ولا نزال في نفس المكان؟ •• فتح النوافذ والأبواب للشمس والهواء النقي، وتخليص منظومة التعليم من وصاية التقليدية والعقول المؤدلجة. لا بد أن تكون المدرسة والجامعة لبناء المجتمع المستقبلي لتجاوز الراهن، وليس لضمان الاستمرار الراهن، وحراسة البقاء به. لا بد أن تكون فكرة التعليم: خلق فضاء مجتمعي خلاق أكثر أنسنة وتآلف وانفتاح وثقة، قادر على المشاركة والمنافسة في بناء الحياة في كوكبنا الأرضي مع كل الأمم بكل إبداع وعطاء وجدية.. مهمة التعليم الذي نحتاج: أن يكون هدفه وغايته إتاحة المعارف المتعدده لطلبة العلم، والتخلص من التعليم الأحادي الوصي المنغلق على نفسه. آن الأوان.. لتغيير حال وأحوال كليات المعلمين والتربية وتخليصها من واقعها الذي يعج بوصاية التقليدية والرتابة.. فالمعلم والمشرف التربوي، متى ماكان منتميا لرسالة العلم، ومنعتقا من داء الوصاية والأدلجة، ومؤمناً بتعددية المعارف.. فإن ذلك متى ما كان سيكون بداية الخطوة الأهم في تأسيس «تعليم نهضة». • على رغم أنك مثقف وكاتب قصة وكاتب رأي أيضا إلا أنك مهتم بالرياضة وصراعات المسابقات الكروية..ألا تخشى من نظرة المثقفين الدونية للرياضة ومسابقات كرة القدم وبالتالي قد تنسحب هذه النظرة حتى على المنشغلين بها؟ •• وهل تشك أن الرياضة منتج ثقافي، من لا يدرك ذلك سينظر للرياضة بدونية! يقول البير كامو المفكر والناقد الفرنسي الكبير والحائز على جائزة نوبل للآداب: «كل ما توصلت إليه من إبداع وعطاء ومجد.. يعود فضله إلى كرة القدم»! هل تعلم أن أول ناد رياضي سعودي أسسه المثقفون السعوديون من ضمنهم رائد الأدب السعودي الحديث محمد حسن عواد، وحمزة شحاتة.. وغيرهم ممن أدرك قيمة الرياضة وأهميتها للفرد والمجتمع.. تحتفظ الرياضة السعودية بالفضل والامتنان تأسيسا ووجودا.. لكوكبة من المثقفين والمستنيرين السعوديين، أولئك الراحلين ممن لم يمارسوا «الاستعلائية» على الرياضة، وتحرروا من موقف وفهم متخلف ومنغلق وتقاليدي متوارث تجاه الرياضة.! عدالة المنافسة • تقول إن رحيل «الدفع الرباعي» فضح «النصر»..أستاذ تركي لماذا الإعلاميون الهلاليون يلاسنون النصر دائما؟ وأي دفع رباعي هذا الذي تقصده؟ •• كلك مفهومية، أستاذ علي وأنت الراصد المستقل، تعرف حكاية «الدفع الرباعي».. التي أنتجت بطولة «دلهوم» و«ما أدراك ما دلهوم»! يكفي أن تكتشف: فضيحة «طمطمة الديون».. وإخفاء شكاوى حقوق اللاعبين.0. • ذكرت أن رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم فشل لأنه أحيط نتيجة لطريقة اختيار اتحاد الكرة البليدة والمتخلفة، بل وتورط بأعضاء مشجعين ويفتقدون الشروط المهنية والموضوعية لعضو اتحاد كرة وطن وليس لناد.. أستاذ تركي من هم هؤلاء الأعضاء ومن يشجعون؟ لماذا لا تسمي الأشياء بأسمائها؟ •• هذه الطريقة البليدة، والتي تناطح سنة التطور والتجديد ومواكبة تجارب الآخرين الناجحين.. ستنتج اتحاد «عيد القريني» جديدا! لا مفر من الانتخابات بطريقة «القائمة».. ثقافة الحوار • طلبت من رئيس الهيئة العامة للرياضة أن يؤسس لمنظومة منحازة للعلم، معياراً وكوادر وأهدافاً، وأن يلجأ إلى فتح النوافذ والأبواب للجميع وتأسيس حوار وطني رياضي، والاستجابة للمتطلبات المجتمعية وأن له «حقوقا رياضية» لكل أفراده الكبار والأطفال والنساء.. حوار وطني؟ هل نجح حوارنا الوطني الثقافي أولاً؟ ثم كيف يكون حواراً في وسط أنت تقول إن برامجه وقنواته وصحافييه تمتلئ بالأميين والمهرجين؟ •• أكرر الدعوة، بل وتزداد أهميتها طالما المشهد الرياضي يعج بمن ذكرتهم في السطر الأخير من سؤالك! لا بد من إشاعة ثقافة الحوار، وممارسة التفكير الجمعي، والمشاركة للجميع. حتى ينجح أي حوار.. عليه أن يضمن أن تتوافر في منصة قيادته التعددية وغياب الوصاية الأحادية.. رياضيا.. يجب أن يشمل الحوار كل المجتمع، التابع لمنظومة الرياضة.. وخارجها أيضاً. أي جميع المجتمع، وليس حواراً رياضياً محتكراً. ضوضاء الفئويين • كيف يمكن مواكبة متغيرات هذا المجتمع ومنحه حقوقه الرياضية حتى للأطفال والنساء في ظل تردد المؤسسة الرياضية تجاه إعلان قرارات كهذه؟ حتى وزارة التعليم نفى وزيرها أخيراراً حكاية الرياضة المدرسية للبنات؟ •• أولاً وأخيراً.. القناعة بأن للفرد والمجتمع»حقوقاً رياضية»..! وغياب مثل هذه القناعة.. هو مربط الفرس! يا عزيزي.. نحتاج إلى فهم ماهية الرياضة وفلسفة قيمتها ومبرر وجودها، حتى ندرك أهمية وجودها ممارسة وفضاء. رحم الله عمر بن الخطاب الذي أطلق «دعوته العمرية» لتعليم الأجيال الرياضة ذكورا وإناثاً، جعل تأسيس العلاقة مع الرياضة من خلال «العلم والتعلم» لضمان نفعها ونظافتها.. لا أن تترك للفطرة والهوى. ياليت أن وزارة التعليم، وجمعية محاربة الرياضة، تأمل وتدبر وتبصر دعوة عمر بن الخطاب.. وتجلي مقاصدها وغاياتها: علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل. لو فعلت الوزارة ذلك، ووثقت بقيمة الرياضة وضرورتها لصحة ونفسية وبدن الفرد، وتعرفت على» حقوق الإنسان الرياضية» لما ترددت من إدخال الرياضة لمدرسة وجامعة البنات، ولفعّلت المنهج والنشاط الرياضي في مدرسة وجامعة الذكور! مصلحة وطن، أهم من إرضاء ضوضاء فئوية محدودة، تحارب الرياضة شكلا وموضوعًا ووجودا.. أساسا، بل ويراه أشدهم تنطعا وتزمتا: فعلا محرما! • قلت تعليقا على استلام أحمد مسعود رئاسة نادي الاتحاد: أمثال م. أحمد مسعود هم من يجب أن يتولى أنديتنا واتحاداتنا الرياضية، أولئك الذين خدموها لاعبين وإداريين، وليس من زفه إلى رحابها: جاه أو عقار!.. هل التجارة أو السلطة أو كلاهما معاً تفسد الرياضة؟ •• أهم شرط لمن يتصدى للعمل الرياضي: أن يكون مؤمنا برسالة الرياضة السامية، وإلا يبقى (هلاساً)، وقاصد منفعة أيْ مصلحيّة ذاتية، أو «مندوبا.. منتدباً» للزوم ما يلزم! ولن تجد أحدا أكثر انتماء لرسالة الرياضة فعلا ودليلا ممن وهب شبابه وحياته لها كاللاعب. ومن اللاعبين من طور من تحصيله العلمي وتحصل على شهاداتها العليا.. ولم يغادر ساحتها ويتنكر لها، إنما سخر معارفه لخدمتها وتطويرها.. المهندس أحمد مسعود أحد هؤلاء، وهؤلاء الأحق في الوجود في العمل الرياضي. مرحبا بالتجار.. داعمين ومتبرعين.. فهذا حق لهم، ولكن ليس ممارسة العمل وامتطاء جوادها، فلم يعد العمل الرياضي في رياضة العولمة والألفية الجديدة رهنا لنواميس الارتجالية والفراسة وقدرات الذات الجبارة، بات الأمر يعتمد على التخصص والتجربة العلمية. طبعاً، حراس التقليدية وآلة «استمرار الأمور على ماهو عليه».. لهم الغلبه والنفوذ في تغييب «العلمية» عن العمل الرياضي.. وفرض نواميس ما تريد.