# مدخل: كلما زادت قدرتك على القيادة كلما زاد سقف فعاليتك ونجاحك .. ولذا إذا أردت أن تنجح أي «ادارة» فاشلة يجب أن تغير القائد أولاً. خيبة أمل، وواقع مرير، ومستقبل مجهول .. هذه ردة الفعل التي قرأتها في تغريدات معظم الرياضيين والإعلاميين عبر «تويتر» عقب تسمية اتحاد كرة القدم رؤوساء لجان: الحكام، والانضباط، والاعلام، وأعضائها. هناك حلقة مفقودة بين «اتحاد عيد» والمجتمع الرياضي من حوله، فنحن أمام ثلاثة تفسيرات: إما أن هذا الاتحاد لا يقرأ ردود الأفعال حول قراراته، وأداء لجانه المؤثرة في نتائج ومسار بطولاته التي ينظمها، فبالتالي يجهل أموراً مهمة، أو أنه يقرأ بالفعل، ولكنه يكابر ويعاند، والثالثة أنه يقرأ بالمقلوب ونتيجة لذلك فهو يجامل أشخاص على حساب مستقبله. لجان مثل الحكام والانضباط هما بمثل العمود الفقري لأي اتحاد رياضي، والإعلام هي بمثابة خط التماس بين الاتحاد وجمهوره بنوعيّه الداخلي والخارجي. ارتفع سقف توقعاتنا، وزادت - للأسف - مع هذا الارتفاع مساحة خيبة الأمل، فاللجان الثلاث سجلت أداءً مخيباً للطموح في الموسم الفائت، وتجاوزت سلبياتها حجم إيجابياتها بمراحل، وتوقعنا أن يحظى أداؤها بتقييم شامل، وعادل، وجدي من قبل رئيس الاتحاد يفضي إلى قرارات، وحلول تزيل الاحتقان، وتطفئ نيران الغضب.. لكن ذهبت توقعاتنا أدراج رياح المكابرة والمجاملة. لجنة الانضباط أثار رئيسها الوسط الرياضي بتصريحات وقرارات لم تلبس ثوب «الانضباط»، بل عراها التناقض، والشخصنة.. وكشفتها اختها «الاستئناف» بإبطال قراراتها التي باتت محط تندر المجتمع الرياضي .. بدءاً من قصة «السي دي المزعوم»، ونهايةً بقرارات ضد «القادح» رئيس الشباب. لجنة الحكام، ورئيسها الذي يختم سنته السادسة « بمعنى أنه قدم كل ما لديه» وهو يترأسها، تسجل أسوأ سقوط في أسوأ موسم تحكيمي يمر على «دوريات» الرياضة السعودية قاطبة الى حد وصفه ب» موسم الدفع الرباعي» تارةً، وأخرى بموسم «دلهوم» تندراً على حجم الأخطاء الكوارثية من الحكام، والتي تضررت منها جميع الفرق ماعدا فريق واحد، وغيرت نتائج مباريات مفصلية، وبالتالي مسار بطولة برمتها .. هذا بخلاف سوء الإدارة، وغياب الاستراتيجة الواضحة، وضعف القاعدة التحكيمية، وهشاشة بنائها. لجنة الإعلام ينطبق عليها تماماً المبدأ الشهير: لا أرى، لا اسمع، لا أتكلم .. فهذه اللجنة لم تقدم عملاً نوعياً يستحق الإشارة إليه ، ولا أعرف سبباً عن خروج هوية المتحدث الرسمي عن نطاقها؟، في حين لم تواكب العصر، وتسجل تواجداً ملحوظاً في ساحة ال»نيو ميديا». وبالرغم من كل هذا، يفاجئنا «اتحاد عيد» بالإبقاء على رئيسيّ الانضباط والحكام مما يعني أن ذات الفكر والمنهجية هي من ستدير اللجنتين في الفترة المقبلة، بل إن التشكيل الجديد للجنة الحكام غاب عنه المؤهلون تاريخاً وكفاءةً أمثال: عبدالرحمن الزيد ومحمد فودة والمحاضر الدولي علي الطريفي وخليل جلال ومهنا الشبيكي الذي يتفوق برصد تقارير المقيمين وتلخيصها، وعزيز الشريف الحاصل على درجة الماجستير في تخصص تحكيمي محدد!. بينما يحضر إعلامياً في رئاسة لجنة الإعلام مَن داوم على الإساءة لنادي الهلال تحديداً، وبشكل سافر، ومستفز، في تغريداتٍ طالت جمهور الهلال، واعلامه، الى حد وصف أحد زملاءه الاعلاميين ب»الفأر»، وجماهيره ب»الفئران» - أعزكم الله - دون أن يقدم اعتذاراً لو تلميحاً عن تلك التغريدات، والإساءات المتكررة! كل ما تقدم يجعلنا نسأل سؤالاً مهماً: هل رئيس اتحاد الكرة أحمد عيد يعيش معنا في الوسط الرياضي، ويشاهد ما نشاهده، ويسمع ما نسمعه، ويقرأ ما نقرأه، أم هو في عالم آخر، يشاهد ويسمع ويقرأ ما لا نفعله ونعايشه؟ أم هو مغيب تماماً عن الواقع؟! يقول جون سي ماكسويل، وهو خبير قيادة ومتحدث ومؤلف معروف عالمياً، الّف أكثر من 60 كتاباً، وبيعت من كتبه أكثر من 13 مليون نسخة: « كقائد يقاس نجاحك بمدى قدرتك على الوصول بالناس إلى الغاية التي يجب أن يصلوا إليها، ولكنك لا تستطيع هذا إلا إذا اقتنع الناس بك كقائد أولاً». ويركز ماكسويل في قوانينه ال21 عن القيادة على: الشخصية، والتأثير، والحدس، والخبرة التراكمية، والثقة، والقرار .. كل هذه القوانين، أو العناصر في رأيي مهمة في رسم شخصية القائد الناجح. ومن هنا، يجب أن يدرك رئيس اتحاد الكرة أن المكابرة، والعناد، والتجاهل، والمجاملة لن تشفع له بالبقاء في منصبه طويلاً ، فالزمن اختلف .. فنحن الآن نعيش زمن الشفافية بمعنى الكلمة .. الأمور لم تعد كسابقها .. هذا ما يجب أن يعرفه. قرارات كهذه تؤجج الشارع الرياضي، وتزيد من مساحة الاحتقان، وحدة التعصب، فمواقع التواصل الاجتماعي في الغالب تكون صدى لمثل هذه النوعية من القرارات الخاطئة، ثم تتحول الآراء، والتغريدات فيها الى كرة من الثلج، وعندها يصبح الاتحاد عدو نفسه، ويهدم ما يحاول أن يبنيه، بعد أن يكون قد فقد ثقة المجتمع الرياضي بأسره نتيجة الإصرار على الخطأ، وعلى استمرار وترشيح ثلاثي ينطبق عليه مقولة « فاقد الشيء لا يعطيه «! الإعلام الصادق هو من يحذر، ويقدم النصيحة .. ويبقى الأمر، والقرار بيد من بيده القرار. فواصل @ طالما أن رأس اللجنة لم يتغير .. فإنني اقترح على الرئيس الذهبي لنادي الشباب الأمير خالد بن سعد بأن يطالب بحكم أجنبي لمواجهة السوبر. @ البكائيات من مرجفي الإعلام والرياضة حول « هلالية « الأمير عبدالله بن مساعد القيادي « النزيه « أسلوب رخيص ومحاولة ضغط بائسة وحيلة قديمة. @ الرياضة السعودية مقبلة على مرحلة اعادة ترتيب الأوراق والتنظيم والاحترافية قولاً وعملاً ... نحتاج للوقت والصبر لنجني الثمار بمشيئة الله. @ يجب أن يدركوا هذه الحقيقة: زمن الدفع الرباعي ولى بلا رجعة !!! أخيراً .. "أفضل مدير تنفيذي هو الذي يمتلك ما يكفي من الحس لاختيار الرجال المناسبين لإنجاز ما يريد انجازه" روزفلت.