اتهم عدد من سكان العالية في صبيا، أمانة جازان، بتجاهل توجيهات إمارة المنطقة، بعدم التعرض لمجرى وادي بيش وتعديل مساره نحو قراهم، أثناء إنشاء الحزام الغربي، حتى لو أدى الأمر لإيقاف المشروع، مشيرين إلى أنهم لم يطلعوا على مرئيات اللجنة التي وجه أمير المنطقة بتشكيلها لبحث الأمر، وظل عملها سرا بين بلدية العالية وبعض المسؤولين. وأكد الأهالي أن الأمانة لم تكترث لتعليمات الإمارة، وسلمت المشروع للمقاول الذي بدأ في تنفيذه رغم ما يسببه من خطر عليهم، موضحين أن التداعيات السلبية من تحويل مسار وادي بيش ظهرت بهطول الأمطار على المنطقة منذ نحو شهر، بعد أن داهمت السيول مساكنهم، مشددين على أهمية تدارك الوضع سريعا وإيقاف المشروع لحماية أرواحهم وممتلكاتهم. وذكر علي ظافر أن أهالي قرى العالية في الخضراء، الحوامضة، الدهناء، أبو غليفة، شهدة، البقاشة، العواجمة والقصادية تقدموا بشكوى لإمارة جازان، ضد أمانة المنطقة بدعوى تدخلها لتعديل مسار مجرى وادي بيش لإنشاء الحزام الغربي، لافتا إلى أن الأمانة لم تنفذ توجيهات الإمارة بإيقاف المشروع في حال تسببه بأخطار على الأهالي. وأفاد علي أحمد أن تحويل مسار سيول وادي بيش لا يهدد سكان قرى مركز العالية، بل يجرف كل ما يعترضه في الطريق الدولي الجديد والمدينة الاقتصادية، مستغربا تشكيل لجنة لبحث شكوى أهالي العالية بطريقة سرية لم تطلعهم على نتائج اجتماعها، والتوصيات التي خرجت بها. وناشد علي إمارة المنطقة بالتحقيق في تجاهل أمانة جازان لتعليماتها والبدء في تنفيذ المشروع رغم الأخطار التي يتسبب فيها للأهالي، مؤكدا أن خطر تعديل مسار وادي بيش ثبت بهطول الأمطار على المنطقة منذ نحو شهر. وروى محمد إبراهيم النعمي معاناتهم مع السيول منذ الأزل، مشيرا إلى أن قرى مركز العالية تقع بين محافظتي صبيا وبيش ويقسمها مجرى وادي بيش، ملمحا إلى أن البلدية عمدت في السابق لبناء حزام خرساني، لتبقى السيول في مجراها بعيدا عن مساكن الأهالي. وقال النعمي: «أنجز الجزء الأول من الحزام الغربي لمركز العالية إلا أن أيادي خفية عمدت لتعديل مخطط المشروع غربا باتجاه مساكن الأهالي لمصالح خاصة، ما ألحق الضرر بهم»، مطالبا بالتحقيق في الأمر من قبل إمارة المنطقة. ووصف أحمد مثنى السد الذي أنشأته بلدية العالية ب«الهش» إذ سقط في أول اختبار له، حين هطلت الأمطار على المنطقة الشهر الماضي، مشيرا إلى أن تعديل مسار سيول وادي بيش يهدد قرى العالية والطريق الدولي الجديد والمدينة الاقتصادية، مناشدا إمارة المنطقة بالتحقيق في تجاهل أمانة المنطقة تعليماتها ومحاسبة المتسببين، الذين -على حد قوله- قدموا مصالحهم الخاصة على أرواح الأهالي وممتلكاتهم في قرى العالية. وذكر خليل الحامضي أنه ليس من العيب أن تتراجع البلدية عن خطئها بعد أن تبين أن تصورها ودراساتها تضر بالأهالي وتهددهم بالخطر، مشددا على أهمية إعادة النظر في المشروع من كل جوانبه. واقترح الحامضي أن تنشئ الأمانة حزاما مستقلا لبلدة العالية وآخر للدهناء وما جاورها من قرى، مؤكدا أن هذا المقترح هو الحل الأسلم والأنجع وفق رأي أهل الخبرة. «عكاظ» طرحت الموضوع على أمانة جازان إلا أنه لم تجد منها أي تجاوب.