أصبح الخوف من انتشار الأوبئة والأمراض بسبب مستنقعات الصرف الصحي المنقولة من عسير عبر وادي بيشة بالقرب من قرية البطنة جنوببيشة، هاجسا يطارد سكان القرية والقرى المجاورة، في وقت زادت مخاوف الأهالي بعد تحويل مديرية المياه بمنطقة عسير مسار المشروع إلى وادي لوبد والذي يخترق قرية البطنة ليصل إلى وادي هرجاب. وناشد الأهالي صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير بإعادة مسار مشروع الصرف الصحي إلى مساره السابق والصحيح بعيدا عن قرى البطنة ومجرى واديي لوبد وهرجاب. واستغرب كل من أحمد بن عبدالرحمن وخالد يحيى وعبدالله سعد عويد ما اعتبروه تجاهل مديرية المياه في عسير لشكاواهم ومطالبهم التي تضمنت عدم الأخذ في الاعتبار ما أقرته اللجنة الوزارية والتي رأت تعديل مجرى الصرف الصحي، خصوصا أن تلك المناطق يقطنها العديد من الأهالي ممن يعتمدون على المزارع كمصدر دخل رئيسي، وآخرين لا يجدون مصادر مياه إلا الآبار الجوفية والسدود. وقال عبدالرحمن أحمد الشهراني (صاحب مزرعة في وادي لوبد) إن الأهالي يعتمدون بعد الله في دخلهم ومعيشتهم على مزارعهم من النخيل والخضار ومياه الآبار للشرب، وكذلك من مياه سد وادي هرجاب، وإقامة مشروع الصرف الصحي سوف يلوث تلك المحاصيل ومياه الشرب بالإضافة إلى ما يحمله من فيروسات الأمراض المعدية مما يهدد محاصيلهم وأنفسهم بالتلوث وانتشار الأمراض. ووصف سعيد بن عبدالرحمن وعلي شارع المشروع بأنه وبائي ويخترق مزارع مملوكة بصكوك وحجج استحكام، واستغربا عدم إبعاد مشروع الصرف الصحي عن القرى والمزارع والمتنزهات البرية. وأوضح قبلان حزام الحليسي ومبارك سعيد العمودي من قرى هرجاب إن هذا المشروع يتجه إلى وادي هرجاب وهو منطقة رعوية وسياحية وزراعية يشتهر بطبيعته الخلابة وتميزه بأشجار الطلح والسدر وكثرة زراعة النخيل على ضفافه، بالإضافة إلى وجود العديد من الآبار الأثرية والارتوازية ومشروع السقيا وسد عملاق. من جانبه، أوضح الناطق الإعلامي للمياه في منطقة عسير المهندس علي القاسمي ل«عكاظ» أن المشروع هو لنقل مياه الصرف الصحي المعالجة ووفقا للمادة العشرون من نظام مياه الصرف الصحي المعالجة والمادة (5-6) من لائحته التنفيذية التي تنص على التخلص من مياه الصرف الصحي المعالجة في مجاري الأودية والمجاري الطبيعية فالمشروع يمر عبر وادي بيشة لصرف فائض مياه المعالجة من محطات أبها وخميس مشيط ولتواجد سد الملك فهد بمحافظة بيشة على امتداد هذا الوادي وهو المصدر الرئيسي والوحيد حاليا لتأمين مياه الشرب لمحافظة بيشة كان لزاما إيجاد مسار آخر منعا لوصول المياه للسد، وبالتالي تم اقتراح مسار آخر عبر وادي لوبد لكونه جزءا مناسبا فنيا لتنفيذ المشروع. وردا على مطالب الأهالي في تعديل مسار المشروع، بين القاسمي أن الحل الذي يطالب به الأهالي في هذا الجزء صعب جدا ويمر بمناطق جبلية شديدة الوعورة فضلا عن الحاجة لعدد هائل من محطات الضخ والكلفة المالية العالية، وقد أخذ بعين الاعتبار تلافي ما أمكن من الأودية المتبقية، تحت متابعة وإشراف لجنة مشكلة لهذا الشأن من قبل وزارة الداخلية وإمارة المنطقة والمديرية العامة للزراعة والمديرية العامة للمياه، مضيفا أن المياه تكون معالجة ثلاثيا لتصبح مياه نقية ذات خصائص مطابقة للمعاير العالمية، فضلا عن أن انتقال المياه سيكون من خلال أنبوب مغلق مدفون بباطن الأرض. وأشار القاسمي إلى أن هناك لجنة مشكلة حاليا من قبل أمير منطقة عسير للوقوف على عوائق المشروع والشكاوى المتكررة وإيجاد حل مناسب.