اتحد قادة العالم في فزع أمس، وتعهدوا بالاستمرار في محاربة الإرهاب بعد أن أودى هجوم بشاحنة على حشد يحتفل بالعيد الوطني لفرنسا في مدينة نيس في الريفييرا الفرنسية بحياة 84 شخصا. واتفق الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره الروسي فلاديمير بوتين والقادة الأوروبيون والآسيويون المجتمعون في قمة في منغوليا على التنديد بما وصفوه بهجوم إرهابي وذلك في رسائل بعثوا بها إلى الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند. ولخص رئيس المفوضية الأوروبية دونالد توسك الذي كان يتحدث في أولان باتار عاصمة منغوليا صدمة العالم عندما تحدث عن «مفارقة مأساوية أن يكون الهدف من هجوم نيس هو الناس الذين يحتفلون بالحرية والمساواة والإخاء». وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل على هامش اجتماع قمة آسيا وأوروبا في منغوليا: «جميع من شاركوا في القمة الآسيوية الأوروبية يشعرون بالصدمة نفسها بسبب القتل الجماعي في نيس». وقالت رئيسة الوزراء البريطانية الجديدة تيريزا ماي: إن بريطانيا تقف «كتفا بكتف» مع فرنسا. وظهر بوتين الذي توترت علاقات بلاده مع الغرب بسبب التصرفات الروسية في أوكرانيا وسوريا على شاشة التلفزيون الروسي ليقدم تعازيه لهولاند. وفي فرنسا نفسها قالت مارين لو بان زعيمة حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف التي يتوقع أن يكون أداؤها قويا في الانتخابات الرئاسية المقبلة إن رد فرنسا على الهجمات السابقة لم يكن مناسبا. وقال الرئيس التركي رجب طيب إروغان إن الأتراك يدركون ما يمر به الشعب الفرنسي وفرنسا الآن. وعقدت كل من إيطاليا وإسبانيا وألمانياوبريطانيا وبلجيكا اجتماعات منفصلة لمراجعة إجراءات الأمن لديها. وقالت ألمانياوإيطاليا إنهما عززتا الإجراءات الأمنية في المطارات ونقاط العبور بالسيارات والقطارات مع فرنسا. وقالت بريطانيا وبلجيكا إن مستوى الخطر المعلن في كل منهما من قبل مرتفع بالفعل، وهو ما يشير إلى أن كلا منهما ترى أن وقوع هجوم «مرجح بدرجة كبيرة». كما أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الهجوم الإرهابي في نيس بفرنسا الذي قتل خلاله أكثر من 80 شخصا وأصيب العشرات. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة في بيان أصدره المتحدث الرسمي باسمه عن تعازيه لأسر الضحايا، متمنيا الشفاء العاجل للمصابين. وأكد وقوفه بحزم إلى جانب حكومة فرنسا وشعبها وهم يواجهون هذا التهديد، مشددا على ضرورة تكثيف الجهود الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب. بدوره، أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات ما وصفه بالاعتداء الوحشي، حيث شدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة تقديم مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية إلى العدالة.