أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي أداة متابعة وكشف لكل ما يخص الوطن والمواطنين، ولم يعد الصحفي (بمواصفاته السابقة) محتاجا للضغط على المسؤول لكي يصرح عما حدث ويحدث في مرفقه باسم الشفافية وأهمية إطلاع المواطنين عن ما يثار من لغط. فقد انتهى ذلك التسول الصحفي على أبواب المسؤولين طلبا لتصريح أو انتظارا للإجابة عن أسئلة ماتت في مكتب المدير، وغدت العلاقات العامة متحفزة لأي استفسار يرد في تلك الوسائل (والحمد لله على هذا)، تذكرت معاناتنا الصحفية في السنوات الماضية حين كان المسؤول ذئبا يتخفى خلف شراسته ويمكن لشراسته أن تتمادى لإيقافك عن عملك أو أن تخضع لتأديب أو أن تكذب من خلال الجملة الصحفية (سيئة الذكر): ما نشر عار من الصحة. تذكرت ذلك وأنا أتابع جدلا حول صحة صور تم تداولها بانهيار جسر مشروع تابع لقطار الرياض بغرب العاصمة. وسرعان ما صرحت المصادر وأوضحت أن (حادثة سقوط الصبة الخرسانية الجاهزة، والتي ظهرت في الصور المتداولة، لم تسقط من المشروع المنفذ، بل سقطت من الشاحنة أثناء نقلها من المصنع إلى موقع الإنشاء بالطريق العام). وإذا كان الخبر كاذبا فقد منحنا تتبع كثير من المشاريع التي لاتزال في تعثر (تقوم وتقعد) ولا نرى إلا يافتة (منطقة عمل) وبسبب هذا التحذير يظل المواطن يدور السبع اللفات من غير ظهور فترة انتهاء العمل. وتكون سنوات الانتظار مجلبة للقيل والقال خاصة أن هناك مشاريع تظن أنه كتب عليها (صيام الدهر)، المهم أن وسائل التواصل أصبحت تنتزع التصريحات انتزاعا ولو حدث تأخر لمشروع قطار الرياض أو جدة أو مطار عروس البحر فسوف تكون تلك الوسائل رقيبا لا يرحم ولذلك نتمنى الانتهاء من مشاريعنا في أوقاتها لكي لا تتحول الأداة الجديدة إلى لعبة الشد والجذب وتفقد صلاحيتها في المتابعة والكشف. ويكفينا وجعا أن نتيجة التعثر كانت في غير صالحنا إذا بسببها تعثرت مشاريع أخرى لأسباب تتعلق بالوفرة والنضوب، فزمن القدرة مرتهن بالإنجاز فعندما تكون قادرا تستطيع تسريع مشاريعك والمحافظة على استمرارية التنمية.. وكما بدأنا المقالة بارتفاع شأن وسائل التواصل الاجتماعي بأنها مراقب شرس يكون التمني تحمل مسؤولية ما يقال، فالكتابة أمانة.