مع ما تعتبره وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام تنظيما، وما يراه المعتكفون والمعتمرون تضييقا، لا تتوقف عمليات تهريب سيدة المائدة السعودية «الشوربة» إلى سفر الإفطار في المسجد الحرام، فرغم المنع إلا أن الشوربة تحضر بطرق عدة وبأشكال تختلف عادة عن كل عام، بحسب ما يؤكده أحد المنظمين التابعين ل«الرئاسة». طرق تهريب «الشوربة» إلى داخل الحرم المكي تتعدد وتتطور مع مرور الوقت، ويوضح أحمد الحامد (ابن أحد المعتكفين في الحرم) ل«عكاظ» أن الشوربة تعتبر من أهم الوجبات التي تضمها سفرة الإفطار، والدي الذي تعود منذ أعوام أن يقضي الشهر الفضيل معتكفا في الحرم يجبرنا على توفيرها له بأي طريقة. مضيفا «ابتكرنا عدة طرق للتهريب من أبرزها وضع الشوربة داخل ثلاجات الشاي والقهوة أو من خلال وضعها في علب المناديل الكبيرة بحيث توضع في داخل أكياس بلاستيكية وتوضع في علب المناديل بعد أن يتم تفريغها من المناديل». ويجلب نايف السلمي الإفطار إلى الحرم منذ ثمانية أعوام، ويعترف أنه يعمد تهريب الشوربة وبعض أصناف الإفطار الأخرى بطرق عديدة، مشيرا إلى أن الاهتمام ب «الشوربة» أمر واضح ومتجذر عند المكيين. ومن عند البوابة الجنوبية، يقول عبدالله القرشي إنه لا يجد في الإفطار لذة إلا مع تذوق الشوربة. معتبرها أهم عنصر للإفطار بعد التمر وماء زمزم، مؤكدا عدم جدوى منع أبنائه من إدخالها إلى الحرم، «هم يهربونها لي منذ أعوام ولا يوجد صعوبة في ذلك». ويراقب أبواب المسجد الحرام التي يبلغ عددها حاليا (176) بابا ومدخلا تؤدي إلى المسجد الحرام بأدواره المختلفة، أكثر من 500 موظف يتولون تنظيم دخول وخروج المصلين بالمسجد الحرام، كما يحرصون على منع دخول ما يؤثر على نظافة المسجد الحرام من مأكولات ومشروبات عدا كميات محدودة جدا من التمر والقهوة وأيضا منع دخول الحقائب الخاصة، والسماح بدخول عربات ذوي الحاجات الخاصة.