على رغم تعدد أصناف الطعام واختلاف أشكالها، إلا أن «الشوربة» تعد عنصراً أساسياًَ في مائدة الإفطار الرمضانية في بلاد الحرمين. اختلاف النكهات لم يقلل من أهميتها، إذ رأى عدد من الصائمين أن وجبة الإفطار تعد غير مكتملة في غياب السيدة «الشوربة». اضطر بعض صائمي الحرم إلى تهريب الشوربة، نظراً إلى منع دخول أطباق الطعام إلى الحرم المكي، وتختلف طرق التهريب وفقاً لحديث أحمد حامد، إذ يقول ل«الحياة»: «تعد الشوربة من أهم الوجبات التي لا بد من وجودها على سفرة إفطار والدي الذي تعود منذ أعوام أن يقضي الشهر الفضيل معتكفاً في الحرم، ما أجبرنا على توفيرها له بأية طريقة». وأضاف: «ابتكرنا طرقاً عدة لتهريبها، من أبرزها وضعها داخل ثلاجات الشاي والقهوة، أو من خلال وضعها في علب المناديل الكبيرة بحيث توضع الشوربة داخل أكياس بلاستيكية وتوضع في علب المناديل بعد أن يتم تفريغها من المناديل». ويوضح خالد الحربي (صاحب سفرة إفطار داخل الحرم) في حديثه مع «الحياة»: «أنا أجلب الإفطار إلى الحرم منذ ثمانية أعوام، وكنت أهرب الشوربة وبعض أصناف الإفطار الأخرى بطرق عديدة، ولكن بعد أن تعرفت على رجال الأمن في الحرم أصبحت أدخل الآن من دون أي مشكلات. ويتابع: «الاهتمام بالشوربة أمر واضح للجميع، ويعود ذلك إلى فوائدها الصحية أو طعمها اللذيذ، وهي من الأمور التي لا يمكن لأي شخص أن يستغني عنها على مائدة الإفطار». عبد الله الصقير (أحد المعتكفين في الحرم) يرى أنه لا يمكن أن يوجد «للإفطار لذة إلا مع تذوق شوربة أم أحمد، وهي العنصر الأساسي للإفطار بعد التمر وماء زمزم لما فيها من فوائد صحية جمة». ويفيد: «مع منع أبنائي من إدخال الشوربة إلي داخل الحرم بالطرق الصحية يجبرون على تهريبها بعدة طرق إذا لم يجدوا من يسمح لهم بالدخول، وهم معتادون على هذا الأمر منذ أعوام».