اعتبر خبيران سياسيان لبنانيان زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدةالأمريكية نقطة تحول مهمة في مسار العلاقات بين الرياض وواشنطن. وقالا ل «عكاظ» إن مباحثات الأمير محمد بن سلمان مع المسؤولين الأمريكيين ستعالج ملفات مفتوحة في المنطقة خاصة المتعلقة بأزمات اليمن وسورية والعراق ومكافحة الإرهاب والتدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لبعض دول المنطقة. ووصف المحلل السياسي وخبير الشؤون الدولية جورج علم العلاقات السعودية - الأمريكية بالإستراتيجية، لافتا إلى الزيارات المتبادلة بين مسؤولي البلدين. وقال «إن التواصل بين قيادات البلدين مستمر رغم التباين في وجهات النظر حول بعض ملفات المنطقة وبالتالي فإن زيارة الأمير محمد سلمان تأتي في إطار معالجة المزيد من الملفات المفتوحة في الشرق الأوسط، خصوصا المتعلقة في اليمن والعراق وسورية وبالتالي كيفية محاربة الإرهاب». وحول العلاقات الإستراتيجية بين البلدين قال علم «عندما نتحدث عن العلاقات الإستراتيحية يجب أن نركز على أهمية حماية مصالح البلدين سواء ما يتعلق بالمملكة ودورها الإقليمي البارز أو مصالح أمريكا في منطقة الشرق الأوسط». وأضاف «علينا أن نأخذ في عين الاعتبار أن هناك عاملا مستجدا في المنطقة وهو الدور الإيراني في المنطقة والصمت الأمريكي حياله، معتبرا أن التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية مشكلة أساسية بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية». وبدوره وصف أستاذ العلوم السياسية في الجامعتين الأمريكية واليسوعية في بيروت الدكتور سامي نادر، زيارة الأمير محمد بن سلمان إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بالمهمة جدا في ظل الأحداث المستمرة في المنطقة، خصوصا على المستويين العسكري والاقتصادي. وقال إن المملكة تقود تحالفا عسكريا إسلاميا يضم أكثر من 20 دولة لمكافحة الإرهاب فيما تخوض معركة على رأس تحالف عربي في اليمن ولديها دور رائد داعم للشعب السوري في مواجهته ضد نظام بشار الأسد. وأردف الدكتور نادر أن زيارة الأمير محمد بن سلمان تأتي أيضاً بعد طرح السعودية «رؤية المملكة 2030»، التي تمثل خطوة اقتصادية مهمة ونقطة تحول اساسية في تاريخ المملكة المعاصر وسيكون لها وقع على اقتصاد المنطقة والاقتصاد العالمي. وأضاف نحن نعيش تحولا اقتصاديا سعوديا جذريا باتجاه تحرير قوى القطاع الخاص ونشهد تحولا من اقتصاد مبني على العائدات النفطية الى اقتصاد سوف يكون مستقلاً عن هذه العائدات بعد عقدين من الزمن. وتابع أعتقد أن زيارة ولي ولي العهد السعودي ستعيد الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى الثوابت الأساسية أي عودة الشراكة التاريخية في المنطقة ووضع حد لسياسة الصمت حيال التدخل الإيراني المستمر في دول المنطقة،خصوصا الدول العربية». وأشار الى أن هناك شراكة تاريخية إستراتيجية بين المملكة والولاياتالمتحدةالأمريكية وهذه الشراكة لا يمكن أن تتبدل، خصوصا من ناحية دور المملكة على المستويين العربي والإسلامي، بالاضافة إلى المصالح الأساسية حول القطاع النفطي فالولاياتالمتحدة بحاجة ماسة إلى ضبط السوق النفطي والمملكة تلعب دورا أساسا في هذا الشأن.