أكد الباحث الفلكي بقسم علوم الفلك والفضاء في جامعة الملك عبدالعزيز ملهم هندي ل «عكاظ» أن الفلكيين يجتهدون مع الشرعيين لوضع معايير لقبول شهادات رؤية الهلال وردها، وهناك أكثر من معيار كل يختلف عن الآخر حسب الرؤية الفلكية والشرعية، ويؤخذ في المملكة بمعيار تقويم أم القرى، والولادة قبل الغروب وغروب القمر بعد الشمس. ولادة الهلال ولفت الباحث إلى أن هناك أساسيات يجب الإلمام بها لتحري رؤية الهلال وهي ولادة الهلال وظهور الضوء المنعكس من سطح القمر، إذ أن لحظة ولادة الهلال عالمية دقيقة، والولادة تعني محاذاة مركزية للقمر مع الشمس، ونتيجة لحركة القمر التراجعية تكون حركتها أبطأ من الشمس فتنشأ حالة «مكث الهلال» وهي شرط أساسي أيضا، ولرؤية الهلال لا بد أن يكون موجودا فوق الأفق وهذه تختلف حسب كل منطقة، فقد يغرب الهلال قبل الشمس في الشرق، ويغرب بعدها في الغرب؛ لذا تختلف ظروف الترائي وهذه القاعدة الحسابية مثبتة في فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية. وأشار ملهم هندي إلى أن من القواعد أيضا مدة مكث الهلال وارتفاعه بعد غروب الشمس، فبعد الولادة يتخلق خيط رفيع من الضوء على سطع القمر ويحتاج أن يبتعد القمر عن وهج الشمس لإمكانية رؤيته بشكل جيد، وهذه أيضا أدرجها ابن تيمية في فتاواه، إذ قال (هلال على ارتفاع درجة لا يرى)، والدرجة تساوي 4 دقائق مكث بعد غروب الشمس، ومن كتب ابن تيمية أنه لم يشهد هلال ارتفاعه أقل من 8 درجات (23 دقيقة). وخلص إلى القول إن للهلال أحوالا تختلف من شهر لآخر، فإما يكون الهلال يمانيا (جنوب الشمس) أو شاميا (شمال الشمس)، وهذا مرتبط بخطوط العرض، فعندما يكون الهلال يمانيا فإن إمكانية الرؤية تصبح أقوى كلما اتجهنا نحو الجنوب الغربي، وعندما يكون شاميا تتحسن الظروف كلما اتجهنا نحو الشمال الغربي، وشعيرة الترائي قد تطرأ عليها الوهم أو الخطأ أو التأثيرات النفسية على المترائي، ففي تجربة شيفر بأمريكا عام 1992 شهد 15 % من المستهلين رؤية وهمية على مدار أربع سنوات فترة التجربة، وصح في الأثر عن أنس بن مالك رضي الله عنه وقد بلغ المئة من عمره أن خرج للاستهلال وتوهم عليه رؤية هلال بسبب شعر حاجبيه؛ لذا يجب على المترائي معرفة المواعيد الحسابية للولادة والمكث وعمره، كما يجب عليه الإلمام بحركة القمر وموقعه من الشمس، ويجب على من يقبل الشهادة التمحيص في الشهادة للتأكد من صحتها وسلامتها.