أكد الباحث الفلكي، عضو سديم الحجاز، الفلكي ملهم بن محمد هندي، أن حساب حركة القمر والشمس حسابٌ دقيق جداً ولا يمكن أن يختلف فلكيان اثنان في العالم بشأن مواعيد غروبهما أو شروقهما في مكانٍ معين، مشدداً على أن الفلكيين يدعون إلى تطبيق شريعة الترائي بشكلٍ صحيح لا يتعارض مع الحقائق العلمية. وقال "هندي" ل "سبق": "لقد ساعدت التكنولوجيا الحديثة على تسهيل الوصول للنتائج بسرعة ودقة، ونرى دقة الحساب الفلكي في مواعيد الكسوف والخسوف حيث تصل في دقتها إلى حدّ الحساب بالثانية، وهذا إعجازٌ رباني في خلقه لهذه الأجرام وحركتها بدقة".
وأضاف: "حساب الفلكيين يجربه العامة 1800 مرة خلال العام من خلال مواعيد الصلوات الخمس اليومية، فهل يصلح الحساب ويكون دقيقاً كل هذه المرات في شرط من شروط الصلاة ويكون غير دقيق في ثلاثة مواعيد سنوية فقط؟!!".
وأردف "هندي": "ما يدعو إليه الفلكيون هو تطبيق شريعة الترائي بشكلٍ صحيح لا يتعارض مع الحقائق العلمية التي هي قرينة قوية، فحين يقال إن الهلال يغرب قبل الشمس فهذه حقيقة وواقع، وعندما يقال إن الهلال على ارتفاع كذا وكذا لا يُرى، فهو مبني على آلاف الأرصاد التي سجلت على مدى التاريخ الإسلامي والتي وثقتها كتب علماء الدين، كما في مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية الذي اعتمد على الحساب في موضعين ولم يأخذ بالحساب في موضع".
وتابع: "لقد قال رحمه الله إنه لو كان الهلال على ارتفاع 20 درجة يرى، وعلى درجةٍ واحدة لا يرى وما حول العشرة لا يؤخذ بالحساب لأنه أمر حسي وهذا ما يسميه الفلكيون معيار الرؤية، وبذلك فقد وضع معياراً في إمكانية الرؤية وعدمها وعدم ذكره غياب القمر قبل الشمس لأنه أمر بديهي لا تؤخذ فيها شهادة أصلاً".
وقال الباحث: "الفلكيون يتفقون مع هذه النظرة التي استمدها ابن تيمية من تعاقب الأرصاد وحسابات الفلكيين في عصره، وقد ذكر أن أقل درجة يمكن رؤية الهلال فيها بالعين المجردة هي ثماني درجات وهذا يعني غياب الهلال بعد الشمس بمدة حوالي 40 دقيقة، وأتفق معه في رفض الحساب المجرد دون الرجوع للرؤية الصحيحة الشرعية التي أمرنا بها الرسول الكريم".
وأضاف: "لعل رمضان هذا العام وما يصرح به الفلكيون المتخصصون هو أكبر دليل على أننا نأخذ بالرؤية الشرعية الصحيحة، واعتبار السبت القادم هو المتمم لشعبان وأن الأحد غرة الشهر الكريم، فإن كنا لا نأخذ بالرؤية ونريد اعتماد الحساب المجرد لوجدت أننا نقول إن السبت غرة رمضان لأن الحساب المجرد يخبرنا بوجود الهلال فوق أفق مكة بعد غروب الشمس وسيبقى لمدة دقيقة ولكن لتمسكنا بسنة الترائي نقول إن السبت هو المتمم".
وعن أوضاع الهلال يوم الجمعة الموافق 29 شعبان 27 يونيو؛ أكد الباحث ملهم هندي أن الهلال سيغرب قبل الشمس في مناطق الشرقية والشمالية والوسطى ويغيب مع الشمس في المدينةالمنورة وبعد الشمس في مكة بدقيقة وفي جيزان بثلاثة دقائق.
وقال: "هذه القيم تعني بقاء القمر فوق الأفق بعد غياب الشمس في السعودية على ارتفاع أقل من درجة واحدة ويعني لحظة غياب كامل قرص الشمس ستكون حافة القمر السفلية مماسة للأفق مع وجود ضياء الشمس الساطع وهو ما جزم به ابن تيمية ويؤكده الفلكيون وتدعمه مئات الأرصاد الفلكية باستحالة رؤية الهلال على هذا الارتفاع".