ابتدأ شهر رمضان عام 1433 بيوم الجمعة الموافق 20/7/2012م وينتهي بيوم السبت الموافق 18/8/2012م حيث إن القمر يغرب مساء الجمعة الموافق 17/8/2012 الساعة ست وثلاثين دقيقة، وتغرب الشمس بعد غروب القمر الساعة ست وخمسين دقيقة والفرق بين غروب القمر قبل الشمس وغروب الشمس بعد غروب القمر عشرون دقيقة وعليه فلا يجوز قبول أي رؤية للقمر مساء يوم الجمعة 17/8/2012م الموافق 29/9/1433 لكون القمر يغرب قبل الشمس بعشرين دقيقة بتوقيت مكةالمكرمة. فالأمل معقود على المحكمة العليا بضرورة بذل الجهود المضاعفة والمكثفة للتحري والتحقيق والتدقيق فيما قد يتقدم به من يدعي رؤية الهلال مساء الجمعة 29/9/1433ه حيث إن أي دعوى رؤية تعتبر شهادة مرتبطة بما يكذبها، والشهادة المرتبطة بما يكذبها مردودة على صاحبها، ولا يجوز قبولها مطلقاً مهما بلغ الشاهد بها من مستوى العدالة، ومهما تعدد الشاهدون بها. ولاشك أن الله على كل شيء قدير وكذلك: لن تجد لسنّة الله تبديلا، ولا تجد لسنّة الله تحويلا. والله المستعان. وفي دخول شهر رمضان هذا العام 1433 وجد من بعض الفلكيين تشكيكات من حيث عدم إمكان الرؤية مع إجماع الفلكيين على ان الشمس غربت مساء الخميس 29/8/1433 قبل غروب القمر بست دقائق حسب توقيت مكةالمكرمة. وقد اعترضنا على هذا التشكيك وقلنا بوجوب عدم الأخذ بما يسمى لدى الفلكيين بإمكان الرؤية.. وفيما يلي تفصيل لوجه رد العمل بإمكان الرؤية. 4- إمكان الرؤية: أجمع علماء الفلك على أن ولادة الهلال تتم في لحظة محددة بالدقيقة إن لم تكن محددة بالثانية. وإنما يختلفون في إمكان رؤية الهلال بعد الولادة فبعضهم يقول: لايمكن رؤيته وإن كان مولوداً إلا إذا كان الهلال على زاوية أفقية محددة بدرجة معينة وعلى ارتفاع درجات معينة بعضهم يقول ثماني درجات، وبعضهم يقول ست أو خمس أو أقل من ذلك. فهذه مسألة محل اختلاف بينهم مع اتفاقهم جميعاً على تحديد وقت الولادة. وهذا الاختلاف هو الذي أوجد خلطاً بين علماء الشريعة وفقهائها قديماً وحديثاً، فلم يفرقوا بين الولادة، وبين إمكان الرؤية من عدمه؛ فظنوا ان الاختلاف في إمكان الرؤية هو اختلاف في تحديد الولادة. والذي ندين الله به جمعا بين النصوص الشرعية والنتائج القطعية للفلك أن الرؤية تثبت بالشهادة بها بعد الولادة وغروب الشمس قبله وأن دخول الشهر أو خروجه يجب أن ينحصر إثباته بالرؤية بعد الولادة ولو قال الفلكيون بولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يُر الهلال فلا يجوز الأخذ بالإثبات الفلكي وحده، بل يجب أن تنضم إليه الشهادة بالرؤية. كما لا يجوز تقييد رؤية الهلال بعد ولادته وغروب الشمس قبله بإمكان الرؤية وتقييد الإمكان بزاوية معينة أو درجة معينة، فمتى ولد الهلال وغربت الشمس قبله وجاءت الشهادة بالرؤية تعين اعتبار الشهادة بالرؤية من غير اعتبار للإمكان، وأما إذا غربت الشمس قبل الولادة وجاء من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية حيث إن رؤية الهلال منتفية قطعاً في هذه الحال وعليه فيجب اعتبار الحساب الفلكي في حال النفي دون حال الإثبات. أما مسألة إمكان الرؤية من عدمها بعد ولادة الهلال وغروب الشمس قبل غروب القمر فيجب عدم الالتفات إلى ذلك.. وتحدث شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في رسالة الهلال المنقولة في مجموع فتاواه الجزء الخامس والعشرين بما يقارب عشر صفحات وذلك باعتراضه على رد الشهادة بالرؤية بحجة عدم إمكانها وهو اعتراض وجيه وحق. وقد أيد هذا الاعتراض الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - في رسالته فقال: إذا وجب الرجوع إلى الحساب وحده بزوال علة منعه وجب أيضاً الرجوع إلى الحساب الحقيقي للأهلة واطراح إمكان الرؤية وعدم إمكانها فيكون أول الشهر الحقيقي الليلة التي يغيب فيها الهلال بعد غروب الشمس ولو بلحظة واحدة.أ.ه والله المستعان.