في العراق ولبنان وسورية، وحتى في أفغانستان وطاجاكستان وأذربيجان، كان القاتل رقم واحد ومارس بحق شعوب هذه المناطق من المسلمين السنة أبشع الجرائم ويسومونهم سوء العذاب لتمريس الفكر الطائفي القميء. العالم يدرك مدى خطورة سليماني الملطخة يداه بالدماء، غير أن اللافت أن المحكمة الجنائية الدولية التي طاردت ميلوسوفيتش وکاراديتش تهم جرائم الحرب، ما زالت تترك القاتل الأكبر حرا طليقا وهو الذي يشرف على توجيه وزرع الإرهاب وزعزعة السلام والأمن و الاستقرار في المنطقة والعالم ويرتکب جرائم متکررة بحق الإنسانية تحت لافتة الطائفية. اتهمته أمريكا بالتدخل في العراق وزعزعة الأمن فيه، ولكنها لم تتخذ أي إجراءات لردعه فهو يتبع مباشرة للقائد الأعلى للحرس الثوري، علي خامنئي، ويقال إنّ خامنئي وصف سليماني بأنَّه «شهيد الثورة الإيرانية الحي». ولد سليماني عام 1957، وبعد عام 1975 وجد قاسم، الذي بلغ حينها سن الثامنة عشرة، عملا له في إدارة المياه المحلية في كرمان، ومن غير المعروف إنْ كان قد شارك في الاحتجاجات ضد نظام الشاه. لكنه تطوع بعد فترة قصيرة جدا من قيام الثورة الإسلامية في عام 1979 في الحرس الثوري الذي كان قد تشكّل حديثًا كقوة خاصة كانت تريد حماية النظام. وعلى الرغم من أنه لم يكن يتمتع بتدريبات عسكرية ولا بخبرة قتالية لكنه كان على ما يبدو موهوبا، بحيث تمت ترقيته بعد وقت قصير من تلقيه تدريباته الأساسية الخاصة إلى رتبة مدرب، وأرسل في مهام خاصة داخل إيران. ومثل قمع تمرد الأكراد المسلح في مدينة مهاباد بين عامي 1979 و1980خطوة مفصلية في حياته الوظيفية. وعلى الرغم من أنه لم يكن له دور بارز في تلك العمليات، إلا أنها شكلت له تجربة غنية في القتال العسكري غير المنظّم، وهيأته ليترقى في سلم المراتب العسكريّة في الحرس الثوري. وبعد عودته تولى قيادة فيلق القدس المحلي في كرمان، والذي تأسس حديثًا في تلك الأيام والتابع للحرس الثوري. في الفترة الممتدة بين عامي 1980وحتى عام 1988،أي طوال الحرب مع العراق، حارب على جميع جبهات القتال تقريبا، وشارك في جميع المعارك، وتولى قيادة فيلق «41 ثار الله»، وهو فيلق كرمان. وشارك في تخطيط وإدارة العمليات العسكريّة التي قام بها فوج «9 بدر» في ما عرف ب «الانتفاضة الشيعيّة» ضد حكومة صدام حسين بعيد حرب الخليج الأولى. وأرسل بعدها إلى الحدود الأفغانية لمحاربة عصابات المخدرات التي كانت تسيطر على مناطق شاسعة من الصحارى في محافظات كرمان وسيستان وبلوشستان وخراسان. الشيطان الطائفي الأكبر يقود حربا ضد أهالي الفلوجة لتقسيم العراق وتحويله لبلد طائفي قميء.