مغادرة البعثة الإيرانية المملكة دون التوقيع على محاضر قدوم حجاج إيران إلى المشاعر المقدسة، تؤكد تعنت طهران في السماح لمواطنيها بأداء الفريضة التي تنظر إليها السعودية بمعزل عن الحسابات السياسية والديبلوماسية. ويبدو أن الحجاج الإيرانيين وحدهم من سيجني وبال تعنت حكومتهم في حج 1437، وسيمضي السعوديون في خدمة الحجاج في بلادهم الحاضنة للحرمين والتي تنفق مشاريع إنشائية مليارية لهذا الغرض وتقدم تسهيلات ضخمة يعرفها قاصدو المشاعر المقدسة من ضيوف الرحمن. الرياض مستمرة في موقفها الرافض لتسييس الحج والشعائر الدينية، والمتاجرة بالدين، لتبرهن للمسلمين أن التعنت والامتناع جاء من طهران، لذا فإن بيان وزارة الحج والعمرة جاء صريحا بتحميل الوفد الإيراني المسؤولية. وقدم المسؤولون السعوديون عددا من الاقتراحات والتسهيلات لطهران كإصدار التأشيرات إلكترونيا، ومناصفة نقل الحجاج بين الخطوط السعودية والإيرانية، كما وافق السعوديون على الطلب الإيراني بوجود تمثيل دبلوماسي عبر السفارة السويسرية لرعاية مصالح حجاجهم، بيد أن الإيرانيين بعد اجتماعات استمرت لساعات طويلة وعلى مدى يومين متواصلين، ضربوا بالتسهيلات عرض الحائط وطلب الوفد المغادرة، بعد أن تيقنوا من موقف الرياض الثابت تجاه محاولات تسييس الفريضة، لذا فالإيرانيون رفضوا حج مواطنيهم هذا العام بإرادة سياسية عليا.