استنكرت دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي المحاولات الإيرانية الهادفة إلى تسييس فريضة الحج، واستغلالها للإساءة إلى المملكة. وأوضح الأمين العام للمجلس الدكتور عبداللطيف الزياني، في بيان أمس (الجمعة)، أن دول المجلس تستنكر موقف إيران الرامي إلى تسييس فريضة الحج، من خلال وضع العراقيل أمام التوصل إلى اتفاق نهائي ينظم قيام الحجاج الإيرانيين بأداء فريضة الحج للموسم المقبل. وقال: «إن دول مجلس التعاون تدعو المسؤولين الإيرانيين إلى أن يدركوا أن الحج فريضة دينية مقدسة لدى جميع المسلمين، ولا ينبغي ربطها بالمواقف والخلافات السياسية بين الدول، وتطالب الجهات المختصة في إيران بالتعاون مع الجهات الرسمية في المملكة المسؤولة عن تنظيم موسم الحج، كي يتاح للحجاج الإيرانيين أداء فريضتهم باطمئنان وسلام مع مسلمي العالم». وعبّر الزياني عن تقدير دول المجلس والعالم الإسلامي للجهود الكبيرة والتسهيلات العديدة التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لأجل رعاية حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والزائرين للأماكن المقدسة بالمملكة، انطلاقاً من واجبها ومسؤوليتها في خدمة الحرمين الشريفين. وكانت المملكة جددت في بيان لوزارة الحج والعمرة أول من أمس (الخميس) الترحيب بالحجاج والمعتمرين والزوار من مختلف بقاع العالم وبمختلف جنسياتهم وانتماءاتهم المذهبية، وأكدت أنها لا تمنع أي مسلم من أداء مناسك الحج والعمرة. وحمّلت المملكة الحكومة الإيرانية مسؤولية عدم قدوم مواطنيها لأداء فريضة الحج هذا العام 1437ه، مشيرة إلى أنها قدمت كل التسهيلات للوفد الإيراني الذي زار المملكة أخيراً، وأصرّ على تحقيق مطالب متشددة تتعلق بالتأشيرات والنقل الجوي، وأوضحت أن توقف قدوم المعتمرين الإيرانيين من داخل إيران حدث من حكومة طهران، التي تتخذ ذلك وسيلة ضغط على الرياض. واتهم البيان الوفد الإيراني بالتشدد في مطالبه، إذ رفض الوفد «التوقيع على محضر الاتفاق لإنهاء ترتيبات حج هذا العام»، معللاً ذلك برغبته في عرضه على مرجعيتهم في إيران، مبدياً إصراراً شديداً على تلبية مطالبهم، والمتمثلة في عدد من الأمور، وهي: «أن تمنح التأشيرات لحجاجهم من داخل إيران، وإعادة صياغة الفقرة الخاصة بالطيران المدني في ما يتعلق بمناصفة نقل الحجاج بين الناقل الجوي الإيراني والناقل الجوي السعودي، ما يعد مخالفة للمعمول به دولياً، وتضمين فقرات في المحضر، تسمح لهم بإقامة دعاء كميل ومراسم البراءة ونشرة زائر»، وهذه التجمعات تعوق حركة بقية الحجيج من دول العالم الإسلامي.