أوصدت إيران الباب أمام مواطنيها، ومنعتهم من أداء شعائر الحج هذا العام، بمزاعم واهية ودعاوى مغرضة. والمملكة العربية السعودية فتحت أبواب المشاعر المقدسة لجميع المسلمين في شتى بقاع الأرض، ولن تغلق هذه الأبواب على الإطلاق، لأنها تعي جيدا، أن الحج شعيرة إسلامية للجميع، وتسهيل مهمة الحجاج هي إحدى المهام الرئيسية للدولة. الرد السعودي على القرار الإيراني جاء سريعا، إذ اعتبرت الرياض أن إيران هي المسؤولة عن منع مواطنيها لأداء حج هذا العام وأنها تفتح أبوابها لجميع المسلمين بلا استثناء. الرواية الإيرانية لم تصمد طويلا وما يعزز موقف السعودية أن المحادثات الخاصة بترتيب أمر بعثة الحجيج الإيرانية فشلت لتعنت الطرف الإيراني، إذ أصرت طهران بأن يتم منح حجاجها تأشيرة الدخول إلى السعودية من داخل إيران، وليس من دولة ثالثة وهو ما يخالف أصول العمل السياسي والدبلوماسي والقانون الدولي لأن العلاقة الدبلوماسية بين السعودية وإيران مقطوعة كليا، فكيف يتسنى للسلطات السعودية أن تمنح الحجيج الإيراني تأشيرة الدخول من طهران بشكل مباشر. إن ردة الفعل الإيرانية المدروسة والممنهجة في اتهام المملكة ليس لها ما يبررها وتدخل لتسييس الحج وهي قرصنة سياسية بعيدة كل البعد عن أخلاقيات الدول، إذ ساقت طهران حجة واهية كشفت زيف ومزاعم الحكومة الإيرانية التي دأبت على توتير الأجواء في الشرق الأوسط. ورفض رجال دين وسياسيون أردنيون محاولات استغلال موسم الحج لأغراض سياسية، معتبرين ذلك فتنة غايتها تفريق المسلمين وتعكير أجواء حجاج بيت الله الحرام. وأكدوا أن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لخدمة حجاج بيت الله الحرام وما تقدمه المملكة بشهادة العالم بأسره من خدمات لتسهيل وتمكين المسلمين من أداء فريضة الحج. وشدد وزير الأوقاف الأردني السابق عبدالسلام العبادي على ضرورة «الحفاظ على قدسية بيت الله الحرام، واستشعار قدسية المكان وحرمة الزمان» مبينا أن «للحج غايتين: الأولى شهود المنافع للأمة وللأفراد والمشاركة فيها، والثانية ذكر الله عز وجل في أيام معلومات». وحث العبادي المسلمين من مختلف بقاع الأرض إلى «تجنب مايضعف عزيمة الأمة، وينال من هيبتها، ويجعلها هيّنة أمام عدوها»مؤكدا أن «استحداث أي أمر من الأمور المفسدة لحكمة الحج، والمخالفة لأحكامه، يعتبر إبعادا للحج عما شرع له وصدا للناس عن القدوم لأدائه مما يعد من الجرائم المغلظة والبدع المظلة».