الكثير منا يتحدث بمثالية مبالغ فيها، عن البعد الإنساني للنفس البشرية وما يتعلق بها من سلوكيات إيجابية كالضمير الحي، والإيثار وغيرهما من السلوكيات الحميدة التي أصبح وجودها في حياتنا نادرًا جدًّا، بل إنها تكاد تكون شبه منعدمة، وخصوصًا في زماننا هذا بما فيه من صراعات عاصفة بين بني البشر الذين أصبحوا في سباق مع الزمن ومع بعضهم البعض، متطلعين جميعهم أو لنقل جميعنا لتحقيق أهداف دنيوية رخيصة لا تساوي قيمة الجهد والوقت المبذول والضائع في سباق بلا هدف حقيقي، ليجد كل واحد منا في نهاية السباق بأنه لم يصل إلا إلى سراب مجهول بكل أسف!! ولكن البعض منا مازال يصر على نعت نفسه بكل الصفات الحميدة والمثالية ويتشدق بتحليه بخلق نبيل وهو مفقود، وضمير حي وهو ميت، وقلب سليم وهو مثقوب، وكل ذلك لالشيء إلا لأمل منه في أن يصدقه الناس وهو يعلم داخل نفسه بكذبه عليها قبل كذبه عليهم!!. وعلى الرغم من ذلك كله فإن الحياة سائرة ومحتملة لكل هؤلاء وأولئك من البشر بخيرهم وشرهم، وفي نهاية المطاف سنلاقي جميعنا ربًّا عادلا وحكيمًا ومنصفًا. وفي اعتقادي البسيط والمتواضع أن الضمير الحي لدى الإنسان يظهر جليًا للآخرين من خلال سلوكيات وتعامل هذا الشخص «صاحب الضمير الحي» مع من حوله بامتثاله وتطبيقه لقول رسولنا الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده»، وقوله عليه الصلاة والسلام: «الدين المعاملة». إيمان عبدالرحمن العقل